الارتجاع الصامت عند الرضع (Silent Reflux) هو حالة يحدث فيها رجوع محتويات المعدة إلى المريء دون أن يظهر على الطفل القيء الواضح كما في حالات الارتجاع الأخرى.
يُعرف الارتجاع الصامت أيضًا بـ “الارتجاع المعدي المريئي غير المصحوب بالقيء” (GERD)، ويعتبر من المشاكل الشائعة لدى الرضع، حيث يعاني الأطفال منه نتيجة ضعف في العضلة العاصرة للمريء السفلية (التي تفصل المعدة عن المريء)، مما يسمح للمحتويات الحمضية للمعدة بالعودة إلى المريء.
تسبب هذه الحالة لدى الرضع بعض الأعراض مثل البكاء المستمر، والمغص، وفقدان الشهية، وصعوبة في النوم، ويمكن أن تؤثر بشكل سلبي على النمو والتطور.
1. الأعراض الشائعة للارتجاع الصامت عند الرضع:
- البكاء المستمر والمغص: يشعر الرضيع بعدم الراحة نتيجة لرجوع الطعام الحمضي إلى المريء.
- التهوع: قد يظهر تهوع الطفل (حركات التقيؤ دون القيء الفعلي) بعد الرضاعة.
- مشاكل في النوم: قد يواجه الرضيع صعوبة في النوم بسبب الألم الناتج عن ارتجاع الحمض.
- التقلبات في الشهية: رفض الطفل للطعام أو الرضاعة بسبب الألم في المريء.
- السعال أو التنفس الصاخب: بسبب تأثير الحمض على الحنجرة والرئتين.
- التهاب الحلق أو صوت خشن: قد يظهر على الطفل صوت غير طبيعي في الحنجرة نتيجة للاحتكاك المستمر بالأحماض.
2. علاج الارتجاع الصامت عند الرضع منزليًا:
أ. وضع الطفل أثناء الرضاعة
- رفع رأس الطفل: من المهم أن يتم رفع رأس الرضيع خلال الرضاعة وبعدها (حوالي 30-45 درجة) لتقليل فرص رجوع الطعام من المعدة إلى المريء.
- إرضاع الطفل بشكل تدريجي: يمكن تقسيم الرضاعة إلى عدة جلسات قصيرة بدلاً من الرضاعة الطويلة لتقليل الضغط على المعدة.
ب. تغيير وضع الطفل بعد الرضاعة
- الانتظار بعد الرضاعة: بعد كل وجبة، يجب حمل الرضيع في وضع مستقيم لمدة 20-30 دقيقة لتقليل احتمالية حدوث الارتجاع. يجب تجنب وضع الطفل مباشرة في السرير بعد الرضاعة.
ج. التغذية المناسبة
- تقليل كمية الحليب المأخوذ في كل مرة: يمكن تقسيم الرضاعة إلى كميات أصغر، ما يساعد في تقليل ضغط المعدة.
- التأكد من عدم ابتلاع الطفل للهواء أثناء الرضاعة: يمكن تحقيق ذلك باستخدام زجاجات مصممة لتقليل ابتلاع الهواء.
- الرضاعة الطبيعية: إذا كان الرضيع يرضع حليب الأم، فحليب الأم قد يكون أسهل للهضم وأقل عرضة للتسبب في الارتجاع مقارنة بالحليب الصناعي.
د. تغيير نوع الحليب الصناعي (إذا كان الطفل يرضع من الزجاجة)
- الحليب المعتمد على البروتين المهدرج جزئيًا: بعض الأطفال الذين يعانون من الارتجاع قد يكون لديهم حساسية تجاه بروتينات الحليب. يمكن استشارة الطبيب لاستبدال الحليب بنوع آخر أكثر ملاءمة.
هـ. استخدام الرضاعة الجافة:
يمكن أن يساعد استبدال الرضاعة المكثفة بالأطعمة الخفيفة (لمن هم أكبر من 6 أشهر) في تقليل حدوث الارتجاع.
3. العلاج بالأدوية للارتجاع الصامت عند الرضع:
في بعض الحالات، قد يتطلب العلاج بالأدوية للارتجاع الصامت عند الرضع إذا كانت الأعراض شديدة أو لا تتحسن باستخدام العلاجات المنزلية.
أ. الأدوية التي تقلل الحمض:
- مثبطات مضخة البروتون (PPI): مثل “أوميبرازول”، تساعد هذه الأدوية على تقليل كمية الحمض الذي تنتجه المعدة، مما يقلل من الأعراض المرتبطة بالارتجاع الصامت.
- مضادات الحموضة: بعض الأدوية مثل “هيدروكسيد الألمنيوم” و”هيدروكسيد المغنيسيوم” يمكن أن تساعد في تقليل الحموضة في المعدة. ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدام هذه الأدوية للأطفال.
ب. أدوية تقلل حركة المعدة:
- المواد التي تساعد على تقوية العضلة العاصرة للمريء: أدوية مثل “إريثروميسين” يمكن أن تستخدم لتحفيز حركة المعدة، مما يساعد في تقليل الارتجاع.
ج. الأدوية المضادة للغازات:
- السايميثيكون: بعض الأدوية التي تحتوي على سايميثيكون قد تساعد في تقليل الغازات والانتفاخات التي قد ترافق الارتجاع الصامت.
د. المضادات الحيوية (إذا كانت هناك عدوى ثانوية):
في بعض الحالات النادرة، قد يعاني الطفل من التهابات نتيجة ارتجاع الحمض إلى المريء. في هذه الحالات، قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا للمساعدة في علاج العدوى.
4. العلاج الطبي الآخر:
- استشارة طبيب متخصص: إذا استمرت أعراض الارتجاع الصامت ولم تتحسن مع العلاجات المنزلية أو الأدوية، فيجب استشارة طبيب الأطفال أو استشاري تغذية الأطفال. قد يكون هناك حاجة لاختبارات مثل تنظير المريء أو اختبار لمعرفة مدى تأثر المريء بالحمض.
- العلاج الجراحي: في الحالات النادرة جداً والتي تكون شديدة ولا تتحسن مع العلاج الطبي، قد يقترح الطبيب عملية جراحية مثل “جراحة نيسين” لتحسين وظيفة العضلة العاصرة للمريء وتقليل الارتجاع.
5. متى يجب استشارة الطبيب؟
- إذا كان الرضيع يعاني من مشاكل في التنفس أو السعال المستمر.
- إذا لاحظت الأم أن الطفل يرفض الرضاعة أو يعاني من صعوبة في البلع.
- إذا كانت الأعراض تؤثر على نمو الطفل أو وزنه.
- إذا استمرت الأعراض رغم العلاج المنزلي.
الختام
الارتجاع الصامت عند الرضع يمكن أن يكون مصدر قلق كبير للأمهات، لكن في كثير من الحالات يمكن التحكم فيه باستخدام التعديلات المنزلية أو الأدوية. من المهم اتباع النصائح المتعلقة بالتغذية ووضع الطفل بعد الرضاعة، وفي الحالات الأكثر تعقيدًا، قد يكون من الضروري اللجوء إلى الأدوية أو استشارة الطبيب للحصول على العلاج الأنسب.
يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.