حساسية اللاكتوز عند الأم وتأثيرها على الرضاعة الطبيعية

حساسية اللاكتوز عند الأم تعد حساسية اللاكتوز أو عدم تحمل اللاكتوز من الحالات الشائعة التي يمكن أن تؤثر على صحة الأمهات وأطفالهن.

تعتبر هذه الحالة نتيجة لعدم قدرة الجسم على هضم سكر اللاكتوز الموجود في الحليب ومنتجاته بسبب نقص أو غياب إنزيم اللاكتاز. في حين أن الكثير من الأمهات قد يعانين من عدم تحمل اللاكتوز، قد يؤثر ذلك على تجربتهن في الرضاعة الطبيعية، حيث يمكن أن يكون له تأثيرات على صحة الأم والعلاقة بين الأم وطفلها.

أولًا: ما هي حساسية اللاكتوز؟

حساسية اللاكتوز أو “عدم تحمل اللاكتوز” هي حالة لا يستطيع فيها الجهاز الهضمي للأم هضم سكر اللاكتوز بشكل طبيعي بسبب نقص في إنتاج إنزيم “اللاكتاز”. يحدث ذلك عندما يعجز الجسم عن تحويل اللاكتوز إلى جزيئات أبسط يمكن امتصاصها بسهولة، مما يؤدي إلى تراكم اللاكتوز في الأمعاء ويسبب أعراضًا مثل الانتفاخ، الإسهال، الغازات، وآلام البطن.

ثانيًا: تأثير حساسية اللاكتوز عند الأم على الرضاعة الطبيعية

1. التأثير على تغذية الأم

إذا كانت الأم تعاني من حساسية اللاكتوز أو عدم تحمله، فإن هذا يمكن أن يؤثر بشكل غير مباشر على قدرتها على الرضاعة الطبيعية. لأن عدم تحمل اللاكتوز يؤدي إلى أعراض مزعجة مثل المغص، الانتفاخ، والتشنجات المعوية، قد تجد الأم صعوبة في تناول الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على اللاكتوز، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على صحتها العامة.

  • التغذية غير الكافية: قد تلتزم الأم بنظام غذائي خالي من الألبان والمنتجات التي تحتوي على اللاكتوز لتجنب الأعراض المؤلمة. هذا قد يؤدي إلى نقص في بعض العناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم وفيتامين د، مما قد يؤثر على صحتها وصحة الحليب الذي تنتجه.
  • الضعف العام والإرهاق: إذا كانت الأم تعاني من أعراض عدم تحمل اللاكتوز بشكل مستمر، فقد تؤدي هذه الأعراض إلى الإرهاق والتعب المزمن، مما يقلل من طاقتها وقدرتها على الاهتمام بالطفل والقيام بالرضاعة الطبيعية بشكل جيد.

2. تأثيرات على حليب الأم

في معظم الحالات، لا يؤثر عدم تحمل اللاكتوز عند الأم على جودة الحليب أو كمية الحليب الذي تنتجه. لكن في بعض الحالات، قد يتسبب عدم تحمل اللاكتوز في انخفاض شهية الأم للطعام بسبب الألم المعوي أو الإسهال، مما قد يؤدي إلى نقص في العناصر الغذائية الضرورية لصحة الحليب.

  • نقص بعض العناصر الغذائية: قد يؤدي النظام الغذائي الذي يفتقر إلى منتجات الألبان إلى نقص بعض العناصر الغذائية الأساسية في حليب الأم، مثل الكالسيوم وفيتامين د، مما قد يؤثر على نمو الطفل وتطوره.
  • إنتاج الحليب: في حالات نادرة، قد تؤثر المعاناة المستمرة من أعراض عدم تحمل اللاكتوز (مثل الألم والإرهاق) على إنتاج الحليب، حيث يصبح من الصعب على الأم التركيز على عملية الرضاعة بسبب عدم الراحة الجسدية أو النفسية.

3. انتقال اللاكتوز من خلال حليب الأم

من المهم أن نلاحظ أنه في حالة المعاناة من عدم تحمل اللاكتوز، لا يُنتقل اللاكتوز الموجود في الطعام الذي تأكله الأم إلى الحليب الذي تنتجه، وبالتالي لا يعاني الطفل من أعراض مشابهة لما تشعر به الأم (مثل الإسهال أو الانتفاخ) نتيجة الرضاعة الطبيعية. يمكن للطفل أن يرضع بشكل طبيعي حتى لو كانت الأم تعاني من عدم تحمل اللاكتوز.

ثالثًا: تأثير حساسية اللاكتوز على الطفل

بينما لا يؤثر اللاكتوز الذي يتناوله الطفل عن طريق حليب الأم على تجربته في الرضاعة بشكل مباشر، قد تحدث بعض التأثيرات إذا كانت الأم تتناول حليب أو منتجات ألبان تحتوي على اللاكتوز، وكان لديها مشاكل في هضمه:

  • التأثيرات على صحة الطفل: إذا كانت الأم تتناول حليب يحتوي على اللاكتوز أو منتجات ألبان وتستمر في إرضاع الطفل، فإنها قد تشعر بعدم الراحة من أعراض مثل الانتفاخ أو المغص، ولكن هذا لن ينتقل إلى الطفل في الحليب الذي يرضعه.
  • علاقة الأم بالطفل: بعض الأمهات قد يعانين من التوتر والقلق بشأن الرضاعة الطبيعية بسبب معاناتهن مع الأعراض المزعجة لحساسية اللاكتوز، مما قد يؤثر على جودة الرضاعة الطبيعية وعلى ارتباطهن العاطفي مع الطفل.

رابعًا: نصائح للأمهات المصابات بحساسية اللاكتوز أثناء الرضاعة الطبيعية

إذا كانت الأم تعاني من حساسية اللاكتوز أو عدم تحمله، هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في إدارة الأعراض مع الحفاظ على الرضاعة الطبيعية:

  1. اتباع نظام غذائي خالي من اللاكتوز: يمكن للأم تقليل أو تجنب تناول الأطعمة أو المشروبات التي تحتوي على اللاكتوز، مثل الحليب والجبن، والبحث عن بدائل خالية من اللاكتوز مثل حليب الصويا أو حليب الأرز أو حليب اللوز.
  2. استخدام مكملات إنزيم اللاكتاز: يمكن للأم استخدام مكملات إنزيم اللاكتاز قبل تناول الأطعمة المحتوية على اللاكتوز لتقليل الأعراض المعوية، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي مكملات.
  3. مراجعة نظام الأم الغذائي: من المهم أن تتأكد الأم من حصولها على العناصر الغذائية الأساسية مثل الكالسيوم وفيتامين د من مصادر أخرى (مثل الخضروات الورقية، المكملات الغذائية، أو الأطعمة المدعمة).
  4. الاستمرار في الرضاعة الطبيعية: إذا كان الطفل لا يعاني من أي مشاكل هضمية بسبب الرضاعة الطبيعية، يجب على الأم الاستمرار في إرضاع طفلها، حيث أن حليب الأم يعد أفضل مصدر غذائي للطفل في مرحلة الرضاعة.
  5. الاستشارة الطبية: يجب على الأم استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية في حال كانت هناك صعوبة في تحمل اللاكتوز أو إذا كانت تواجه مشاكل في التغذية والراحة خلال فترة الرضاعة الطبيعية.

خامسًا: هل يمكن أن ينتقل عدم تحمل اللاكتوز للطفل؟

في حالات نادرة، قد يعاني الأطفال من عدم تحمل اللاكتوز بسبب مشاكل وراثية، حيث يولد بعض الأطفال مع نقص في إنزيم اللاكتاز. ومع ذلك، هذا ليس مرتبطًا مباشرة بحساسية اللاكتوز لدى الأم، إذ أن حساسية أو عدم تحمل اللاكتوز لدى الأم لا يؤثر عادة على قدرة الطفل على هضم اللاكتوز الموجود في حليبها.

خاتمة

حساسية اللاكتوز أو عدم تحمل اللاكتوز عند الأم يمكن أن تؤثر على راحتها العامة وجودتها في الحياة اليومية، لكنها لا تمنع الأم من ممارسة الرضاعة الطبيعية بنجاح. بالرغم من أن أعراض عدم تحمل اللاكتوز يمكن أن تكون مزعجة، إلا أن تأثيرها على حليب الأم وصحة الطفل محدود. يمكن للأمهات المصابات بحساسية اللاكتوز إدارة الحالة بشكل فعال من خلال تعديل النظام الغذائي واستخدام المكملات المناسبة، مع الحفاظ على الرضاعة الطبيعية التي تبقى الخيار الأمثل لصحة الطفل وتطوره.

يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.

Scroll to Top