تعد الرضاعة الطبيعية فترة حساسة للأم والطفل، إذ إنها توفر للطفل الغذاء الأساسي والمغذيات الضرورية لنموه وتطوره.
وفي هذه المرحلة، تصبح الأمهات أكثر حرصًا في اختيار الأطعمة والمشروبات التي يتناولنها، وذلك حرصًا على صحة الطفل. من الأسئلة الشائعة التي تطرحها الأمهات هي: هل يمكن شرب الكافيين أثناء الرضاعة الطبيعية؟ هذا السؤال يثير القلق لدى العديد من الأمهات الجدد، نظرًا لأن الكافيين موجود في العديد من المشروبات الشائعة مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية والشكولاتة، ويشعر البعض بالحاجة إلى تناول هذه المشروبات للحصول على الطاقة أو لتحسين مزاجهم. في هذا المقال، سنستعرض تأثير الكافيين على الأم والطفل أثناء الرضاعة الطبيعية، وكمية الكافيين الآمنة، بالإضافة إلى بعض النصائح للأمهات حول كيفية التعامل مع الكافيين أثناء هذه الفترة.
ما هو الكافيين؟
الكافيين هو مادة منبهة تنتمي إلى فئة المحفزات العصبية، ويعمل على تحفيز الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى زيادة اليقظة وتقليل الشعور بالتعب. يوجد الكافيين في العديد من الأطعمة والمشروبات بما في ذلك:
- القهوة (أكثر مصادر الكافيين شيوعًا).
- الشاي (خاصة الشاي الأسود والأخضر).
- المشروبات الغازية (مثل الكولا).
- المشروبات الطاقية.
- الشيكولاتة (بعض أنواع الشوكولاتة تحتوي على الكافيين).
عند تناول الكافيين، يقوم الجسم بامتصاصه بسرعة وينتقل عبر الدم إلى جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك الثديين واللبن الذي يُنتج عند الرضاعة.
كيف يؤثر الكافيين على الأم أثناء الرضاعة الطبيعية؟
من المهم أن تعرف الأم أنه عند تناول الكافيين، ينتقل هذا المركب إلى حليب الأم بنسبة صغيرة، لكنه لا يُحتجز لفترة طويلة في الجسم. على الرغم من أن كمية الكافيين التي تنتقل إلى الحليب صغيرة نسبيًا، إلا أن تأثيراتها على الطفل قد تختلف حسب العمر، والحالة الصحية، وحساسية الطفل للكافيين.
1. التأثير على الأم:
عادةً ما لا يؤثر الكافيين بشكل كبير على الأم التي ترضع، إلا إذا تم تناوله بكميات كبيرة. بعض الأمهات قد يشعرن ببعض الأعراض الجانبية مثل:
- القلق والتوتر.
- الأرق: خاصة إذا تم تناول الكافيين في فترات متأخرة من اليوم.
- التسارع في ضربات القلب.
- ارتفاع ضغط الدم في بعض الحالات.
المرأة التي تشرب كميات معتدلة من الكافيين غالبًا ما تكون قادرة على مواصلة الرضاعة بشكل طبيعي دون أي مشاكل. ومع ذلك، يُنصح دائمًا بتجنب الإفراط في تناول الكافيين.
2. التأثير على الطفل:
قد تتفاوت التأثيرات التي يحدثها الكافيين على الطفل الرضيع، وقد تختلف استجابته حسب عمره وحساسيته تجاه الكافيين. بالنسبة للأطفال الذين يعتمدون بشكل كامل على الرضاعة، قد يؤدي استهلاك الأم للكافيين إلى بعض التأثيرات، مثل:
- التهيج أو القلق: قد يصبح بعض الأطفال أكثر تهيجًا أو يصابون بنوبات بكاء بسبب التأثير المنبّه للكافيين.
- صعوبة النوم: قد يعاني الطفل من صعوبة في النوم أو اضطراب النوم إذا تناول كميات من الكافيين من خلال حليب الأم.
- زيادة النشاط: قد يظهر على بعض الأطفال زيادة في النشاط أو عدم الهدوء.
3. تأثير الكافيين على الأطفال حديثي الولادة:
الأطفال حديثو الولادة لديهم جهاز هضمي وجهاز عصبي لم يتطور بالكامل بعد، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بكميات صغيرة من الكافيين. يكون الأطفال في الأشهر الأولى من الحياة أكثر حساسية للكافيين، لذلك من الأفضل للأمهات الحد من تناول الكافيين خلال هذه الفترة.
كمية الكافيين التي يمكن تناولها أثناء الرضاعة الطبيعية؟
وفقًا للعديد من الدراسات الصحية، يعتبر معدل تناول الكافيين المعتدل آمنًا للأم المرضعة. يوصي الخبراء عادةً بأن لا تتجاوز كمية الكافيين اليومية عن 300 ميليغرام، وهو ما يعادل تقريبًا:
- 2 كوب من القهوة (أو 2 كوب من الشاي الأسود أو الأخضر).
- أو 3 أكواب من المشروبات الغازية.
ملاحظة: يختلف تركيز الكافيين في مختلف المشروبات، لذلك من المهم أن تأخذ الأمهات في الاعتبار الكمية الإجمالية من الكافيين الذي يتناولونه عبر اليوم.
ما هي كمية الكافيين في بعض المشروبات الشائعة؟
- كوب من القهوة (240 مل) يحتوي على حوالي 95 ميليغرام من الكافيين.
- كوب من الشاي الأسود (240 مل) يحتوي على حوالي 47 ميليغرام من الكافيين.
- علبة مشروب غازي (330 مل) تحتوي عادة على 35 ملغ من الكافيين.
- قطعة صغيرة من الشوكولاتة (30 جرام) تحتوي على حوالي 12 ملغ من الكافيين.
من المهم أن تعرف الأم أنها إذا تناولت كميات من الكافيين في أكثر من مصدر واحد (مثل القهوة والشوكولاتة والمشروبات الغازية)، يجب عليها حساب الإجمالي اليومي للتأكد من أنها لا تتجاوز الحد الموصى به.
نصائح لتناول الكافيين أثناء الرضاعة الطبيعية
- تناول الكافيين بشكل معتدل:
- تجنب الإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- احرصي على ألا تتجاوزي 300 ملغ من الكافيين يوميًا.
- إذا كنتِ معتادة على شرب كميات كبيرة من الكافيين، حاولي تقليل الكمية تدريجيًا.
- تناول الكافيين في أوقات مناسبة:
- من الأفضل تناول الكافيين في الصباح أو قبل الرضاعة بفترة جيدة (حوالي 2-3 ساعات)، لأن ذلك يتيح للطفل الوقت لامتصاص الحليب بشكل طبيعي قبل أن يتأثر بكميات كبيرة من الكافيين.
- مراقبة استجابة الطفل:
- لاحظي إذا كان طفلك يعاني من الأرق، التهيج، أو أي تغيرات في سلوكياته بعد الرضاعة. إذا لاحظت أي تغييرات سلبية، جربي تقليل أو التوقف عن تناول الكافيين لفترة.
- اختياري المشروبات التي تحتوي على كميات أقل من الكافيين:
- يمكنك استبدال القهوة بشاي الأعشاب مثل شاي البابونج أو شاي النعناع، أو اختيار القهوة منزوعة الكافيين.
- الإعتماد على الماء والعصائر الطبيعية:
- تأكدي من أنكِ تشربين كمية كافية من الماء للحفاظ على الترطيب، خاصة أثناء فترة الرضاعة. تناول العصائر الطبيعية والماء يعد خيارًا صحيًا إذا كنتِ تشعرين بالعطش.
هل يوجد بديل للكافيين أثناء الرضاعة؟
إذا كنتِ تشعرين بأنكِ بحاجة إلى زيادة مستوى الطاقة أو اليقظة ولكنكِ تفضلين تجنب الكافيين أثناء الرضاعة الطبيعية، هناك بعض البدائل الطبيعية التي يمكن أن تساعدك، مثل:
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة: مثل المشي أو تمارين الاسترخاء، التي يمكن أن تساعد في زيادة نشاطك.
- النوم الكافي: الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم خلال الليل (أو أخذ قيلولة قصيرة خلال النهار) يمكن أن يساعد في تجديد طاقتك.
- شرب الماء والعصائر الطبيعية: لتعويض أي نقص في السوائل وإمداد جسمك بالطاقة الطبيعية.
الخاتمة
في النهاية، يمكن تناول الكافيين أثناء الرضاعة الطبيعية بشكل معتدل وآمن طالما أن الأم تتبع الإرشادات المتعلقة بالكميات الموصى بها. لا يوجد ضرر كبير من تناول كميات معتدلة من الكافيين، ولكن من المهم دائمًا مراقبة استجابة الطفل والتأكد من أنه لا يعاني من تأثيرات سلبية. التوازن هو المفتاح، وإذا كنتِ تشعرين بالقلق أو لديكِ أي شكوك، فإن استشارة الطبيب أو مستشار الرضاعة الطبيعية يمكن أن يساعدك في اتخاذ القرار الأنسب لك ولطفلك.
يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.