ما هي الصبغات؟ هل تؤثر على الحامل؟

تعد الصبغة من الوسائل الشائعة التي تستخدمها النساء لتغيير لون الشعر أو تغطيته، سواء كان ذلك بغرض التجميل أو تغيير المظهر. ومع ازدياد الاهتمام بالجمال،

يطرح العديد من الأسئلة المتعلقة باستخدام الصبغات أثناء الحمل، خاصة حول ما إذا كانت الصبغة قد تؤثر سلبًا على صحة المرأة الحامل أو الجنين. في هذا المقال، سنستعرض تأثير الصبغات على المرأة الحامل، والعوامل التي يجب أخذها في الاعتبار، إضافة إلى النصائح التي يمكن أن تساعد في استخدام الصبغات بشكل آمن أثناء الحمل.


ما هي الصبغات؟

الصبغات هي مواد كيميائية تستخدم لتغيير لون الشعر. تأتي الصبغات في أنواع متعددة، مثل الصبغات الدائمة (التي تدوم لفترة طويلة) والصبغات شبه الدائمة (التي تختفي مع مرور الوقت). تتكون الصبغات عادة من مكونات كيميائية مثل الأمونيا، البارافينيلين ديامين، والمركبات الأخرى التي تساعد في تغيير لون الشعر. ومع ذلك، تحتوي بعض أنواع الصبغات على مواد أقل قسوة، مثل الصبغات النباتية أو العضوية، التي يُعتقد أنها أكثر أمانًا.


هل الصبغة تؤثر على الحامل؟

تشير الأبحاث العلمية إلى أن تأثير الصبغات على المرأة الحامل قد يختلف حسب نوع الصبغة، وطريقة استخدامها، وحالة الحمل. لكن في الإجمال، تشير الدراسات إلى أن الصبغات التي تحتوي على المواد الكيميائية القاسية قد تشكل خطرًا محتملًا، خاصةً في الأشهر الأولى من الحمل. ومع ذلك، لا يوجد دليل قاطع يؤكد أن استخدام الصبغات بشكل معتدل يشكل خطرًا كبيرًا على الحامل أو الجنين.

1. المواد الكيميائية في الصبغات:

تحتوي بعض أنواع الصبغات على مواد كيميائية قد تكون ضارة إذا تم امتصاصها بشكل كبير من قبل الجسم. هذه المواد قد تدخل مجرى الدم وتؤثر على نمو الجنين، خاصة في مرحلة تطور الأعضاء الرئيسية. ومن أهم هذه المواد:

  • الأمونيا: تستخدم الأمونيا في العديد من صبغات الشعر الدائمة للمساعدة في فتح قشرة الشعر لتمكين الصبغة من التغلغل إلى عمق الشعرة. وقد تؤدي الأمونيا إلى تهيج الجلد أو الجهاز التنفسي، مما قد يكون ضارًا للحامل.
  • البارافينيلين ديامين (PPD): مادة كيميائية موجودة في العديد من صبغات الشعر، قد تسبب تفاعلات تحسسية في بعض الحالات، ويميل البعض إلى تجنب استخدامها أثناء الحمل بسبب المخاوف من تأثيراتها المحتملة.

2. تأثير الصبغات على صحة الجنين:

على الرغم من أن الدراسات العلمية لا تقدم دليلًا قاطعًا على تأثير الصبغات على الجنين، فإن هناك بعض المخاوف المتعلقة بالتعرض للمواد الكيميائية في الأشهر الأولى من الحمل، حيث تكون الأعضاء الحيوية للجنين في طور النمو. تتجسد المخاوف في النقاط التالية:

  • المشاكل العصبية والهرمونية: هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن المواد الكيميائية المستخدمة في صبغات الشعر قد تؤثر على النظام العصبي والهرموني لدى الجنين، خاصة إذا تم امتصاص هذه المواد بكميات كبيرة.
  • تأثير على النمو الطبيعي: في حال امتصاص المواد الكيميائية بشكل مفرط، قد تؤثر على نمو الجنين في الأشهر الأولى من الحمل، بما في ذلك التأثير على الأجهزة الحساسة مثل الدماغ والجهاز التنفسي.

3. تأثير الصبغات على الحامل نفسها:

بالإضافة إلى التأثيرات المحتملة على الجنين، يمكن أن تؤثر الصبغات على صحة الحامل نفسها. إذا كانت الحامل تعاني من مشاكل جلدية مثل حساسية الجلد أو التهيج، فقد تزيد الصبغة من تفاقم هذه المشاكل. كما أن استنشاق الأبخرة الكيميائية يمكن أن يؤدي إلى التسبب في الدوار، الصداع، أو التقيؤ، خاصة في الأشهر الأولى من الحمل.


هل يمكن استخدام الصبغة بأمان أثناء الحمل؟

إذا كانت الحامل ترغب في صبغ شعرها، فإن هناك بعض النصائح التي يمكن اتباعها لتقليل أي مخاطر محتملة:

1. تجنب الصبغات في الأشهر الأولى:

من الأفضل أن تتجنب المرأة الحامل صبغ شعرها خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، حيث تكون الأعضاء الحيوية للجنين في مرحلة التطور. في هذه الفترة، يُفضل الابتعاد عن المواد الكيميائية قدر الإمكان.

2. اختيار الصبغات الخالية من الأمونيا:

يمكن للمرأة الحامل استخدام صبغات الشعر الخالية من الأمونيا أو تلك التي تحتوي على مواد أقل قسوة. توجد صبغات شعر مصنوعة من مكونات طبيعية أو نباتية، مثل صبغات الحناء أو المنتجات العضوية، التي تعتبر أكثر أمانًا.

3. التهوية الجيدة:

إذا قررت الحامل صبغ شعرها في المنزل أو في صالون التجميل، فيجب التأكد من وجود تهوية جيدة لتجنب استنشاق الأبخرة السامة التي قد تنبعث من المواد الكيميائية في الصبغة.

4. اختبار الحساسية:

من المهم اختبار الصبغة على جزء صغير من الجلد قبل استخدامها بالكامل، وذلك للتحقق من وجود أي تفاعلات تحسسية أو تهيج.

5. تجنب الصبغات المتكررة:

يفضل تقليل عدد مرات استخدام الصبغات أثناء الحمل، والتقليل من تعرض الشعر للمواد الكيميائية.

6. الاستشارة الطبية:

من الضروري استشارة الطبيب قبل استخدام الصبغة أثناء الحمل، خاصة إذا كانت المرأة الحامل تعاني من حالات طبية خاصة أو تقترب من الولادة.


البدائل الطبيعية للصبغات

إذا كنتِ تشعرين بالقلق بشأن استخدام الصبغات الكيميائية أثناء الحمل، فهناك بعض البدائل الطبيعية التي يمكن أن تكون آمنة وفعالة:

  • الحناء: تعتبر الحناء من أفضل البدائل الطبيعية لصبغ الشعر، حيث تحتوي على مكونات طبيعية وآمنة ولا تحتوي على مواد كيميائية قاسية. يمكن استخدامها للحصول على لون شعر طبيعي دون التأثير على صحة الحامل أو الجنين.
  • الأصباغ النباتية: بعض الأصباغ النباتية مثل صبغات الجزر، والبابونج، والشاي الأسود يمكن استخدامها للحصول على تدرجات لونية خفيفة وآمنة.
  • العصائر الطبيعية: يمكن استخدام عصير الشمندر أو عصير الجزر للحصول على لون خفيف وآمن للشعر، مما يعزز من صحته دون التسبب في أضرار.

الخاتمة

بينما لا يوجد دليل قاطع على أن صبغات الشعر تشكل خطرًا كبيرًا على المرأة الحامل أو الجنين، فإنه من الأفضل اتخاذ الحيطة والحذر. يمكن اختيار الصبغات الخالية من المواد الكيميائية القاسية أو اللجوء إلى البدائل الطبيعية لتجنب أي تأثيرات سلبية محتملة. في النهاية، يظل التشاور مع الطبيب هو الخيار الأمثل للتأكد من أمان استخدام الصبغات أثناء الحمل.

يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.

Scroll to Top