الولادة المبكرة: الأسباب، الأعراض

الولادة المبكرة هي واحدة من التحديات الكبيرة التي قد تواجهها المرأة الحامل. وهي تعني أن الطفل يولد قبل إتمام 37 أسبوعًا من الحمل، بينما من المفترض أن تستمر فترة الحمل لمدة 40 أسبوعًا.

تعتبر الولادة المبكرة من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى مضاعفات صحية للطفل والأم على حد سواء. في هذا المقال، سنتناول بشكل شامل كل ما يتعلق بالولادة المبكرة: الأسباب التي قد تؤدي إليها، الأعراض التي قد تشير إلى حدوثها، المخاطر الصحية المترتبة عليها، بالإضافة إلى كيفية الوقاية منها والعلاج المتبع.


ما هي الولادة المبكرة؟

الولادة المبكرة هي عملية ولادة تحدث قبل إتمام الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل. تُعتبر أي ولادة تحدث قبل هذا الوقت ولادة مبكرة. تتراوح أسباب الولادة المبكرة من عوامل طبية إلى عوامل بيئية ونمط حياة المرأة الحامل، وقد تشمل هذه الولادة الولادة الطبيعية أو القيصرية حسب حالة الأم والجنين.


أسباب الولادة المبكرة

هناك العديد من الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى حدوث الولادة المبكرة، ويمكن تقسيمها إلى الأسباب الطبيعية والعوامل الطبية أو البيئية:

1. العوامل الطبية

  • الإصابة بعدوى: بعض العدوى البكتيرية أو الفيروسية، مثل التهابات المسالك البولية أو التهابات الرحم، قد تؤدي إلى تحفيز الرحم على التقلصات المبكرة.
  • الأمراض المزمنة: بعض الحالات الصحية المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، داء السكري، أو أمراض القلب قد تزيد من خطر الولادة المبكرة.
  • تسمم الحمل (Pre-eclampsia): هو حالة تصيب الحامل، ويتميز بارتفاع ضغط الدم وزيادة البروتين في البول، وقد يؤدي إلى ولادة مبكرة إذا لم يتم معالجتها بشكل فعال.
  • ضعف عنق الرحم (Cervical insufficiency): قد يحدث عندما يكون عنق الرحم غير قادر على الاحتفاظ بالجنين داخل الرحم لفترة كافية، مما يؤدي إلى الولادة المبكرة.
  • الحمل بتوائم: الحمل بتوأم أو أكثر يزيد من احتمالية حدوث الولادة المبكرة، بسبب الضغط الكبير على الرحم والنمو السريع للأجنة.
  • التعرض لتشوهات رحمية: بعض التشوهات الخلقية أو الجراحية في الرحم قد تزيد من خطر الولادة المبكرة.

2. العوامل البيئية ونمط الحياة

  • التدخين: التدخين من العوامل المؤدية إلى الولادة المبكرة. المواد السامة الموجودة في السجائر تؤثر على الدورة الدموية للجنين، مما يساهم في حدوث الولادة المبكرة.
  • شرب الكحول: يؤدي استهلاك الكحول أثناء الحمل إلى مخاطر كبيرة على صحة الجنين، بما في ذلك الولادة المبكرة.
  • التغذية غير السليمة: نقص الفيتامينات والعناصر الغذائية الأساسية مثل حمض الفوليك أو الحديد قد يؤدي إلى مضاعفات أثناء الحمل.
  • التوتر والضغوط النفسية: التوتر المستمر والإجهاد النفسي قد يزيد من خطر حدوث الولادة المبكرة، حيث يؤثر على توازن الهرمونات في الجسم.
  • العمر: النساء اللاتي يضعن أول مولود في سن أقل من 18 أو أكثر من 35 عامًا قد يواجهن خطرًا أكبر للولادة المبكرة.

3. العوامل المتعلقة بالحمل السابق

  • الولادات السابقة المبكرة: إذا كانت المرأة قد أنجبت طفلًا في ولادة مبكرة سابقًا، فإن احتمالية حدوث ولادة مبكرة في الحمل التالي تكون أكبر.
  • عدد مرات الحمل: الحمل بعد أكثر من 5 مرات قد يزيد من احتمال حدوث الولادة المبكرة.

أعراض الولادة المبكرة

تعرف المرأة الحامل بعض الأعراض التي قد تشير إلى حدوث الولادة المبكرة، والتي تشمل:

  • انقباضات منتظمة: تشعر الحامل بانقباضات متكررة في الرحم كل 10 دقائق أو أقل، مما يشير إلى بدء الولادة.
  • الآلام في أسفل البطن أو الظهر: قد تشعر الحامل بآلام تشبه آلام الدورة الشهرية أو الألم في أسفل الظهر.
  • نزول إفرازات أو سائل مائي: قد يحدث نزول سائل مائي من المهبل وهو ما يُعرف بتسريب السائل الأمينوسي، وهو علامة على بداية الولادة.
  • تغيرات في الإفرازات المهبلية: قد تلاحظ الحامل تغيرًا في نوع الإفرازات، مثل زيادة الإفرازات أو وجود دم.
  • الضغط على منطقة الحوض: قد تشعر المرأة الحامل بضغط شديد في منطقة الحوض مع آلام أو شعور غير مريح.
  • تورم مفاجئ في اليدين أو الوجه: إذا حدث تورم بشكل مفاجئ في اليدين أو الوجه، فقد يكون هذا علامة على الإصابة بتسمم الحمل.

المخاطر المرتبطة بالولادة المبكرة

الولادة المبكرة تشكل خطرًا على صحة الطفل والأم. من بين المخاطر التي قد يواجهها الطفل المولود قبل الأوان:

1. المشاكل التنفسية

الأطفال المولودون قبل 37 أسبوعًا قد يعانون من مشاكل في التنفس، مثل متلازمة الضائقة التنفسية، لأن رئتيهم لم تكتمل بعد في إنتاج السطح الخلوي اللازم للتنفس الطبيعي.

2. النزيف الدماغي (نزيف في الدماغ)

الأطفال المولودون مبكرًا معرضون لمخاطر النزيف في الدماغ، مما قد يؤدي إلى تلف دائم في الدماغ إذا لم تتم معالجته بشكل سريع.

3. مشاكل في الجهاز الهضمي

الأطفال الذين يولدون قبل الأوان قد يعانون من صعوبة في هضم الطعام وامتصاصه، وقد يحتاجون إلى رعاية طبية خاصة.

4. نقص الوزن عند الولادة

غالبًا ما يولد الأطفال في الحالات المبكرة بوزن منخفض، مما يزيد من خطر تعرضهم لمشاكل صحية مثل العدوى، وصعوبة التنفس، وفقر الدم.

5. المشاكل القلبية والأوعية الدموية

قد يعاني الأطفال المولودون مبكرًا من مشاكل في القلب أو الأوعية الدموية، مثل القلب المفتوح أو الضغط المنخفض.

6. مشاكل في النمو والتطور العقلي

الأطفال المولودون قبل الموعد قد يواجهون تحديات في النمو العقلي والجسدي مقارنة بأقرانهم المولودين في الموعد المحدد.


كيفية الوقاية من الولادة المبكرة

رغم أن بعض العوامل التي قد تؤدي إلى الولادة المبكرة خارج سيطرة المرأة، إلا أن هناك العديد من التدابير التي يمكن اتخاذها للوقاية منها:

  • المتابعة الطبية المنتظمة: من المهم أن تحرص المرأة الحامل على حضور جميع الزيارات الطبية المنتظمة لمتابعة تطور الحمل واكتشاف أي مشاكل محتملة.
  • التغذية السليمة: تأكد من تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل الحديد، الكالسيوم، وحمض الفوليك لتقوية جهاز المناعة وتحسين صحة الجنين.
  • الراحة: الحصول على الراحة الكافية وتقليل الإجهاد البدني والذهني يمكن أن يساعد في تقليل خطر حدوث الولادة المبكرة.
  • الابتعاد عن التدخين والكحول: يُنصح بشدة بتجنب التدخين والكحول طوال فترة الحمل.
  • الحد من التوتر والضغوط النفسية: تعلم تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل، وممارسة الرياضات الخفيفة التي يوصي بها الطبيب.
  • مراقبة العلامات التحذيرية: في حال شعرت الحامل بأي من الأعراض السابقة مثل الانقباضات أو الإفرازات غير الطبيعية، يجب التوجه للطبيب فورًا.

علاج الولادة المبكرة

إذا تم تشخيص الولادة المبكرة، قد يتخذ الطبيب عددًا من الإجراءات العلاجية لتقليل المخاطر وتحسين نتائج الولادة:

  • الأدوية المثبطة للتقلصات: في بعض الحالات، يمكن استخدام أدوية لوقف الانقباضات وتحفيز الراحة في الرحم.
  • الستيرويدات: يمكن إعطاء الأم حقن الستيرويد لتحفيز نمو رئتي الجنين وتقليل مشاكل التنفس.
  • المتابعة في وحدة العناية المركزة للمواليد (NICU): في حال ولادة طفل قبل الأوان، قد يتطلب الأمر رعاية خاصة في وحدة العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة لمراقبة صحته وحالته.

الخاتمة

الولادة المبكرة هي حالة طبية قد تشكل تحديًا كبيرًا للأم والطفل. بينما قد تكون الأسباب المؤدية إليها متعددة ومعقدة، فإن العناية الجيدة والمتابعة المنتظمة يمكن أن تساعد في تقليل المخاطر. من المهم أن تكون الحامل على دراية بالأعراض المحتملة وأن تستشير طبيبها بشكل فوري إذا كانت هناك أي علامات للولادة المبكرة. باتباع النصائح الصحية والوقاية المناسبة، يمكن تقليل احتمالية الولادة المبكرة وضمان ولادة آمنة للطفل والأم.

يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.

Scroll to Top