تعد مرحلة الشهر التاسع من الحمل من المراحل الحساسة في حياة المرأة الحامل، حيث تقترب من موعد ولادتها، وتواجه العديد من التغيرات الجسدية التي قد تكون مزعجة أو محيرة.
من بين هذه التغيرات الشائعة هو “تحجر البطن”، وهو شعور غير مريح قد تشعر به الحامل في الفترة الأخيرة من حملها. قد يكون هذا التحجر مصحوبًا بألم أو ضغط في منطقة البطن، وقد تشعر المرأة بأنه يحدث بشكل مفاجئ ومؤقت. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل كل ما يتعلق بتحجر البطن في الشهر التاسع من الحمل، من الأسباب المحتملة له إلى كيفية التعامل معه وعلاجه.
ما هو تحجر البطن؟
تحجر البطن هو حالة يشعر فيها الحمل بتصلب أو شد في منطقة البطن، حيث يصبح الجزء العلوي أو السفلي من البطن قاسيًا أو متيبسًا. في بعض الأحيان، يكون التحجر مؤقتًا وقد يختفي بسرعة، ولكن في حالات أخرى، قد يستمر لفترة أطول أو يزداد حدته. قد يشعر البعض بالألم أو الضيق، بينما قد لا يعاني آخرون من أي ألم، فقط من الضغط أو الشد. وعادةً ما يحدث هذا التحجر في الثلث الثالث من الحمل، وخاصةً في الشهر التاسع.
أسباب تحجر البطن في الشهر التاسع
هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى شعور المرأة بتحجر البطن في الشهر التاسع من الحمل. فيما يلي أبرز هذه الأسباب:
1. الانقباضات الكاذبة (انقباضات براكستون هيكس)
الانقباضات الكاذبة، والمعروفة أيضًا باسم انقباضات براكستون هيكس، هي انقباضات غير منتظمة تحدث في الرحم أثناء الحمل. في الشهر التاسع، تبدأ هذه الانقباضات في الظهور بشكل أكثر وضوحًا. تشعر المرأة ببطنها يصبح مشدودًا أو متصلبًا، وقد يصاحب ذلك شعور بالضغط. هذه الانقباضات هي جزء طبيعي من الاستعداد للولادة، حيث يساعد الرحم على التكيف والاستعداد للانقباضات الفعلية التي ستحدث أثناء الولادة.
على الرغم من أن هذه الانقباضات لا تؤدي إلى الولادة، إلا أنها قد تكون مزعجة وقد يشعر بها الحامل خاصةً إذا كانت لا تأخذ قسطًا كافيًا من الراحة أو إذا كانت تمارس نشاطًا بدنيًا أكثر من اللازم.
2. نمو الرحم وزيادة حجمه
في الشهر التاسع، يكون الرحم في ذروته من حيث الحجم، حيث يستعد لاحتضان الطفل أثناء الولادة. مع زيادة حجم الرحم، قد يشعر الحامل بضيق أو تحجر في البطن نتيجة لضغط الرحم على الأعضاء المجاورة، مثل المثانة والأمعاء. هذا الضغط قد يؤدي إلى شعور بالحساسية أو الشد في منطقة البطن.
3. التغيرات الهرمونية
في الأسابيع الأخيرة من الحمل، تبدأ الهرمونات في الجسم في التغير بشكل كبير. هذه التغيرات الهرمونية تساهم في استعداد الجسم للولادة. على سبيل المثال، يتم إفراز هرمون “الريلاكسين” الذي يساعد على إرخاء الأربطة في منطقة الحوض والرحم. هذا التغيير في الأربطة قد يؤدي إلى شعور بالشد أو التحجر في البطن، خاصةً عند القيام بحركات مفاجئة أو في حالة زيادة النشاط البدني.
4. التمدد والإجهاد في العضلات والأربطة
مع اقتراب الولادة، يتمدد جسم المرأة الحامل بشكل كبير لاستيعاب نمو الطفل. قد يؤدي هذا التمدد إلى زيادة الضغط على عضلات البطن والأربطة، مما يسبب شعورًا بالتحجر أو الألم. هذا الشعور يكون أكثر وضوحًا عند القيام بحركات مفاجئة أو بعد فترات طويلة من الوقوف أو المشي.
5. زيادة النشاط البدني أو التوتر
قد يؤدي النشاط البدني المفرط أو التعرض للضغط النفسي أو التوتر إلى حدوث انقباضات رحمية أو تحجر في البطن. عندما تكون المرأة في حالة توتر أو إجهاد جسدي، قد تزيد من احتمالية الشعور بتحجر البطن بسبب التأثيرات الهرمونية على عضلات الرحم.
6. الولادة الوشيكة (العلامات الأولى للولادة)
تحجر البطن في الشهر التاسع قد يكون أيضًا من علامات اقتراب الولادة، حيث قد تكون هذه بداية للانقباضات الفعلية التي تؤدي إلى فتح عنق الرحم. إذا كانت الانقباضات تأتي بشكل منتظم وتزداد قوة، فقد تكون هذه بداية لعملية الولادة، وفي هذه الحالة يجب الاتصال بالطبيب أو الذهاب إلى المستشفى.
كيفية التخفيف من تحجر البطن في الشهر التاسع
إذا كنتِ تعانين من تحجر البطن في الشهر التاسع، فإن هناك عدة طرق يمكنكِ من خلالها تخفيف الشعور بالضغط أو الألم الناتج عن هذه الحالة:
1. الراحة والاسترخاء
من أهم طرق تخفيف تحجر البطن هي الراحة. إذا شعرتِ بتحجر في بطنك، حاولي الاستلقاء على جانبك (الأيسر عادةً) أو الجلوس في وضع مريح. إذا كانت الانقباضات الكاذبة هي السبب، فإن الراحة ستساعد في تقليل حدتها.
2. شرب الماء بكثرة
الجفاف يمكن أن يزيد من شدة الانقباضات. تأكدي من شرب كمية كافية من الماء طوال اليوم للحفاظ على توازن السوائل في جسمك. إذا شعرتِ بتقلصات أو تحجر في البطن، فإن شرب الماء قد يساعد في تخفيف تلك الأعراض.
3. تغيير الوضعية أو المشي
إذا كنتِ تشعرين بالتحجر أو الانقباضات، حاولي تغيير وضعك أو المشي لفترة قصيرة. يمكن أن يساعد تغيير الوضعية في تخفيف الضغط على الرحم.
4. ممارسة تمارين التنفس العميق
تمارين التنفس العميق قد تساعد في تهدئة التوتر وتخفيف الانقباضات. جربي التنفس العميق والمنتظم للاستراحة من الشعور بالضغط أو الألم في البطن.
5. استخدام حمام دافئ
إذا كان التحجر مصحوبًا بألم، قد يساعد الاستحمام بالماء الدافئ على تخفيف الألم واسترخاء العضلات.
6. استشارة الطبيب
إذا كان تحجر البطن مصحوبًا بألم شديد أو إذا استمرت الانقباضات لفترة طويلة، أو إذا شعرتِ أن هناك تغييرًا في طبيعة الانقباضات، يجب استشارة الطبيب. قد تكون هذه إشارات تدل على بداية الولادة أو وجود مشكلة صحية أخرى.
متى يجب استشارة الطبيب؟
على الرغم من أن تحجر البطن في الشهر التاسع غالبًا ما يكون أمرًا طبيعيًا ولا يستدعي القلق، إلا أنه في بعض الحالات يجب استشارة الطبيب، خاصة إذا كان هناك:
- ألم شديد أو مستمر.
- انقباضات تأتي بانتظام كل 10 دقائق أو أقل.
- نزول سائل أو دم من المهبل.
- شعور بالدوار أو غثيان شديد.
- مشاكل في التنفس أو الشعور بالضغط غير الطبيعي.
الخاتمة
تحجر البطن في الشهر التاسع هو ظاهرة شائعة تحدث للعديد من النساء الحوامل نتيجة لعدة عوامل تتعلق بالتغيرات الجسدية والهرمونية التي تحدث في هذه المرحلة من الحمل. على الرغم من أن هذه الحالة قد تكون غير مريحة، إلا أنها غالبًا ما تكون مؤقتة ولا تستدعي القلق. باتباع النصائح المذكورة أعلاه، يمكن التخفيف من تحجر البطن، وفي حال كانت هناك أي أعراض غير طبيعية أو إذا كانت المرأة تشعر بالقلق، يجب عليها استشارة الطبيب لضمان سلامتها وسلامة الجنين.
يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.