حمض الفوليك، أو فيتامين B9، هو عنصر غذائي أساسي يلعب دورًا محوريًا في الصحة العامة، وخاصة في فترة الحمل. يعتبر هذا الفيتامين من الفيتامينات الذائبة في الماء، وهو ضروري للنمو والتطور السليم للجنين. في هذا المقال، سنتناول أهمية حمض الفوليك أثناء الحمل، كيف يساهم في تطوير الجنين، الجرعات الموصى بها، المصادر الغذائية له، وأثر نقصه.
أهمية حمض الفوليك أثناء الحمل
- دور حمض الفوليك في الوقاية من العيوب الخلقية:
واحدة من أبرز فوائد حمض الفوليك هي تقليل خطر العيوب الخلقية في الأنبوب العصبي للجنين. هذه العيوب تشمل حالات خطيرة مثل:
- الشلل الدماغي.
- الدماغ المفتوح (Anencephaly)، وهي حالة يتم فيها تدمير أجزاء من الدماغ في مراحل تطور الجنين.
- السنسنة المشقوقة (Spina Bifida)، وهي حالة لا تتطور فيها الفقرات بشكل صحيح حول الحبل الشوكي. تشير الأبحاث إلى أن تناول حمض الفوليك قبل الحمل وخلال الأشهر الأولى من الحمل يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بهذه العيوب بنسبة تصل إلى 70%.
- دعم النمو السليم للجنين:
حمض الفوليك يساهم في تكوين الحمض النووي (DNA) وخلايا الدم الحمراء، وهو أمر بالغ الأهمية لتطور الجنين السليم. في المراحل المبكرة من الحمل، عندما يتم تكوين الأنسجة والأعضاء الحيوية للجنين، يساعد حمض الفوليك في انقسام الخلايا بشكل طبيعي، وبالتالي يدعم التطور الخلوي والنمو الصحي. - تقليل خطر الإجهاض:
بعض الدراسات تشير إلى أن تناول حمض الفوليك قد يقلل من خطر حدوث الإجهاض المبكر. يعتقد أن الفيتامين يساعد في تحسين عملية انقسام الخلايا وبالتالي يعزز صحة الجنين ويحسن فرص استمرارية الحمل. - الوقاية من نقص الدم:
حمض الفوليك مهم أيضًا في تكوين خلايا الدم الحمراء، مما يساهم في الوقاية من فقر الدم الناجم عن نقص حمض الفوليك. يعزز الفيتامين تكوين الهيموجلوبين، الذي يساعد في نقل الأوكسجين إلى أنسجة الجسم، بما في ذلك الأنسجة التي تدعم الجنين. - دور في حماية قلب الجنين:
تشير الدراسات إلى أن حمض الفوليك يساعد في تقليل مستويات الهوموسيستين في الدم. الهوموسيستين هو حمض أميني قد يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. من خلال تقليل هذا المركب، يساهم حمض الفوليك في الوقاية من مشكلات القلب والأوعية الدموية.
الجرعة الموصى بها من حمض الفوليك أثناء الحمل
في حين أن الكمية اليومية الموصى بها من حمض الفوليك تختلف حسب حالة المرأة وحملها، فإن الإرشادات العامة من الهيئات الصحية توصي بما يلي:
- قبل الحمل وأثناء الأشهر الثلاثة الأولى:
- 400 ميكروغرام يوميًا من حمض الفوليك. من الأفضل أن تبدأ المرأة في تناول حمض الفوليك قبل الحمل بفترة تصل إلى شهرين على الأقل، حيث أن الأنبوب العصبي يبدأ في التكوين في الأسابيع الأولى من الحمل.
- في الثلث الثاني والثالث من الحمل:
- 600 ميكروغرام يوميًا. في هذه الفترة، يستمر تطور الجنين ويتطلب المزيد من الفيتامينات والمعادن.
- إذا كانت المرأة قد أنجبت سابقًا طفلًا مصابًا بعيوب خلقية:
- قد يوصي الطبيب بجرعة أعلى، مثل 4,000 ميكروغرام يوميًا. من المهم أن يتم هذا تحت إشراف طبي.
- النساء المصابات بفقر الدم:
- إذا كانت المرأة تعاني من فقر الدم بسبب نقص حمض الفوليك أو فقر الدم الناتج عن نقص الحديد، قد يوصي الطبيب بجرعة أعلى من المعتاد.
أعراض نقص حمض الفوليك أثناء الحمل
نقص حمض الفوليك في فترة الحمل يمكن أن يؤدي إلى عدد من المشكلات الصحية للأم والجنين، منها:
- زيادة خطر العيوب الخلقية:
- كما ذكرنا، نقص حمض الفوليك يزيد من خطر حدوث العيوب الخلقية في الأنبوب العصبي، مثل السنسنة المشقوقة و الدماغ المفتوح.
- زيادة خطر الإجهاض:
- نقص حمض الفوليك قد يزيد من احتمالية حدوث الإجهاض المبكر، حيث أن الجنين يحتاج إلى هذا الفيتامين لتكوين الأنسجة بشكل سليم.
- فقر الدم:
- نقص حمض الفوليك يمكن أن يؤدي إلى نقص في إنتاج خلايا الدم الحمراء، مما يسبب فقر الدم. أعراض فقر الدم تشمل التعب، والضعف، والدوخة.
- تأخر نمو الجنين:
- قد يعاني الجنين من تأخر في النمو أو مشاكل في تطور الأعضاء إذا كان هناك نقص في حمض الفوليك خلال المراحل المبكرة من الحمل.
- مشاكل في المشيمة:
- هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن نقص حمض الفوليك قد يزيد من خطر حدوث مشاكل في المشيمة، مثل الانفصال المبكر للمشيمة أو الولادة المبكرة.
مصادر حمض الفوليك الغذائية
يمكن الحصول على حمض الفوليك من الأطعمة الطبيعية التي تحتوي على فيتامين B9، بالإضافة إلى المكملات الغذائية التي يُنصح بها عادة أثناء الحمل. تشمل المصادر الغذائية:
- الخضروات الورقية الداكنة:
مثل السبانخ، والكرنب، والبروكلي. هذه الخضروات غنية بحمض الفوليك وتعد من أفضل المصادر الطبيعية له. - الفواكه:
مثل البرتقال، والفراولة، والموز. تحتوي على مستويات عالية من حمض الفوليك. - الحبوب الكاملة:
مثل الأرز البني، والشوفان، وخبز القمح الكامل. - البقوليات:
مثل العدس، والفاصوليا، والحمص. تعتبر مصادر غنية بحمض الفوليك. - المكسرات والبذور:
مثل بذور دوار الشمس، اللوز، والفول السوداني. - اللحوم والأطعمة المدعمة:
- تحتوي بعض أنواع اللحوم، مثل الكبد، على كميات كبيرة من حمض الفوليك.
- هناك أيضًا أطعمة مدعمة مثل حبوب الإفطار والحليب التي تحتوي على حمض الفوليك.
التوصيات بخصوص المكملات الغذائية
نظرًا لأن من الصعب الحصول على الكميات الكافية من حمض الفوليك فقط من الطعام، فإن الأطباء يوصون عادة بتناول مكملات حمض الفوليك أثناء الحمل. تأخذ النساء عادةً حمض الفوليك في شكل أقراص مكملات مع الفيتامينات المتعددة التي تحتوي على حمض الفوليك.
من المهم أن تبدأ الحامل في تناول المكملات قبل الحمل مباشرة (إذا كانت تخطط للحمل) أو في أقرب وقت ممكن بعد الحمل إذا كانت قد فاتتها الفترة الأولى من الحمل.
الآثار الجانبية لحمض الفوليك
حمض الفوليك يعد بشكل عام آمنًا عند تناوله بالكميات الموصى بها، لكن إذا تم تناوله بكميات زائدة عن الحد المطلوب، قد يؤدي إلى بعض الآثار الجانبية، مثل:
- اضطرابات هضمية: مثل الغثيان أو الانتفاخ.
- القلق أو التوتر: في بعض الحالات النادرة، قد يشعر البعض بزيادة في التوتر عند تناول جرعات عالية من حمض الفوليك.
لكن، من المهم ملاحظة أن الآثار الجانبية الخطيرة نادرة جدًا، ويُشجع دائمًا على استشارة الطبيب إذا كنتِ بحاجة إلى تعديل الجرعة.
الخلاصة
حمض الفوليك هو فيتامين أساسي يساعد في الوقاية من العديد من المشكلات الصحية أثناء الحمل، مثل العيوب الخلقية في الأنبوب العصبي وفقر الدم. إن الحصول على الكمية الكافية من حمض الفوليك، سواء من خلال الغذاء أو المكملات، يعد أمرًا بالغ الأهمية لصحة الأم والجنين.
توصي معظم الهيئات الصحية بتناول 400 ميكروغرام من حمض الفوليك يوميًا قبل الحمل وأثناء الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، مع زيادة الجرعة في بعض الحالات الخاصة.
يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.