تغيرات البشرة التي تظهر أثناء الحمل

يُعد الحمل فترة من التغييرات الجسدية الكبيرة التي تؤثر على جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك الجلد ( تغيرات البشرة ). التغيرات الجلدية خلال الحمل هي أمر شائع يحدث نتيجة للتغيرات الهرمونية التي يمر بها الجسم أثناء الحمل. قد تتراوح هذه التغيرات بين التغيرات المؤقتة التي تختفي بعد الولادة، وأخرى قد تستمر لفترات طويلة.

في هذا المقال، سنتناول التغيرات الجلدية التي تحدث أثناء الحمل بالتفصيل، بما في ذلك الأسباب المحتملة لهذه التغيرات، كيف يمكن التعامل معها، ومتى يجب استشارة الطبيب.


1. زيادة التصبغات الجلدية

تعتبر زيادة التصبغ من التغيرات الجلدية الشائعة أثناء الحمل. يعود ذلك بشكل رئيسي إلى الزيادة في مستويات الهرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون التي تحفز الخلايا المسؤولة عن إنتاج الميلانين (الصبغة المسؤولة عن لون البشرة).

أ. الكلف (أو “قناع الحمل”)

من أبرز الأمثلة على التصبغ أثناء الحمل هو الكلف، الذي يُعرف أحيانًا بـ “قناع الحمل”. يتمثل الكلف في ظهور بقع داكنة على الوجه، وخاصة على الخدين، الجبهة، الأنف، والشفة العليا. يمكن أن يكون اللون بنيًا أو مائلًا إلى الرمادي.

  • الأسباب: الكلف يحدث نتيجة زيادة هرمونات الحمل التي تحفز إنتاج الميلانين، بالإضافة إلى التعرض للشمس.
  • الوقاية والعلاج: يُنصح باستخدام واقي الشمس بشكل يومي، وتجنب التعرض المباشر للشمس. في بعض الحالات، يمكن للأطباء وصف كريمات لتفتيح البشرة بعد الولادة.

ب. الخط الأسود (Linea Nigra)

خط أسود رفيع يمتد من السرة إلى أسفل البطن ويظهر لدى العديد من النساء الحوامل. يكون هذا الخط في العادة بنيًا داكنًا، ويتسبب فيه أيضًا زيادة في هرمونات الحمل التي تحفز تصبغ الجلد.

  • الأسباب: زيادة مستويات الهرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون تؤدي إلى زيادة التصبغ في الجلد.
  • الوقاية والعلاج: لا توجد طريقة لإيقاف ظهور الخط الأسود، ولكن يمكن تقليله باستخدام واقي الشمس لحمايته من أشعة الشمس التي قد تزيد من وضوحه.

ج. الهالات الداكنة حول الحلمات

تزداد تصبغات الجلد حول الحلمات لدى العديد من النساء أثناء الحمل، ما يؤدي إلى ظهور هالات داكنة حول الثديين.

  • الأسباب: تتسبب التغيرات الهرمونية في هذه التصبغات، مما يساعد على تهيئة الثديين للرضاعة.
  • الوقاية والعلاج: عادةً ما تختفي هذه الهالات بعد الولادة، ولكن يُنصح باستخدام واقي شمس لتقليل تأثير الشمس عليها.

2. التغيرات في ملمس البشرة وظهور حب الشباب

تؤثر الهرمونات أيضًا على نوعية الجلد، وقد يتسبب ذلك في ظهور مشاكل أخرى مثل حب الشباب.

أ. حب الشباب

عادة ما يظهر حب الشباب لدى النساء اللاتي كنّ يعانين من مشاكل مشابهة قبل الحمل. لكن، في بعض الحالات، يمكن أن يحدث ظهور حب الشباب لأول مرة نتيجة الزيادة في مستوى الهرمونات.

  • الأسباب: الهرمونات المرتفعة، خاصة البروجستيرون، تزيد من إفراز الدهون في الجلد، مما يؤدي إلى انسداد المسام وظهور حب الشباب.
  • الوقاية والعلاج: ينصح باستخدام منتجات غير دهنية للبشرة (خالية من الزيوت) واختيار منتجات آمنة أثناء الحمل لعلاج حب الشباب. يجب تجنب الأدوية المهيجة مثل الريتينويد، والتي يمكن أن تؤثر على الحمل.

ب. البشرة الجافة أو المتقشرة

زيادة هرمونات الحمل يمكن أن تؤدي أيضًا إلى جفاف البشرة، خاصة في الأشهر الأخيرة. تصبح البشرة جافة ومتقشرة بسبب التغيرات الهرمونية، مما يجعلها أكثر عرضة للتشقق.

  • الأسباب: زيادة مستوى الهرمونات، وتغيرات في مستويات السوائل في الجسم، والتغيرات في الدورة الدموية تؤدي إلى جفاف البشرة.
  • الوقاية والعلاج: استخدام مرطبات خالية من العطور والعناية بالبشرة بانتظام باستخدام كريمات مغذية للبشرة.

3. التمدد (الستريتش ماركس)

يعتبر التمدد أو الستريتش ماركس من أكثر التغيرات الجلدية شهرة في فترة الحمل، إذ تظهر خطوط حمراء أو أرجوانية على البطن، الفخذين، والأرداف.

الأسباب:

  • يحدث التمدد نتيجة تمدد الجلد بسرعة بسبب زيادة الوزن السريع أو نمو البطن في فترة الحمل. وهذا يؤدي إلى تمزق الألياف المرنة في الجلد.
  • يُعتقد أن العوامل الوراثية قد تؤثر أيضًا في ظهور هذه العلامات.

الوقاية والعلاج:

  • قد يساعد الحفاظ على ترطيب البشرة وتجنب زيادة الوزن السريعة في تقليل ظهور التمدد.
  • لا توجد علاجات فعالة بشكل كامل لمنع ظهور الستريتش ماركس، ولكن استخدام كريمات تحتوي على فيتامين E، وزبدة الشيا أو مستحضرات مرطبة قد يساعد في التخفيف من مظهرها.
  • في بعض الحالات، تختفي هذه العلامات تدريجيًا بعد الولادة، لكنها قد تظل واضحة لفترة طويلة.

4. الحكة الجلدية

تُعد الحكة الجلدية من المشكلات الجلدية التي قد تظهر أثناء الحمل، وخاصة في الثلث الأخير من الحمل.

الأسباب:

  • زيادة حجم البطن وتغيرات الدورة الدموية قد تؤدي إلى الحكة في الجلد، خاصة في منطقة البطن.
  • في بعض الحالات، قد يكون الكوليستاز (حالة تؤثر على الكبد) سببًا في الحكة الشديدة، خاصة في اليدين والقدمين.

الوقاية والعلاج:

  • ينصح باستخدام مرطبات طبيعية لتخفيف الحكة، مثل زبدة الشيا أو زيت الزيتون.
  • في حالة الكوليستاز، يجب على الحامل استشارة الطبيب فورًا لإجراء الفحوصات اللازمة.

5. التورم واحتباس السوائل

من التغيرات الجلدية الأخرى التي قد تحدث أثناء الحمل هي التورم أو الانتفاخ، حيث يحدث احتباس للسوائل في الجسم مما يؤدي إلى تورم القدمين، الكاحلين، واليدين.

الأسباب:

  • الهرمونات تلعب دورًا رئيسيًا في زيادة احتباس السوائل، بالإضافة إلى ضغط الرحم المتزايد على الأوردة في الجزء السفلي من الجسم.

الوقاية والعلاج:

  • لتقليل التورم، يُنصح برفع القدمين بشكل دوري، شرب الكثير من الماء، وتقليل تناول الأملاح.
  • ارتداء أحذية مريحة ومفتوحة يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل التورم.

6. الشعيرات الدموية المتكسرة

في بعض الحالات، قد تظهر الشعيرات الدموية المتكسرة أو الدوالي على سطح الجلد في الساقين أو الوجه بسبب التغيرات في الدورة الدموية أثناء الحمل.

الأسباب:

  • ضغط الرحم على الأوردة، التغيرات الهرمونية، وزيادة حجم الدم قد تسبب تكسر الشعيرات الدموية.

الوقاية والعلاج:

  • ارتداء الجوارب الضاغطة قد يساعد في تقليل الألم والتورم المرتبط بهذه التغيرات.
  • في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر تدخلًا طبيًا إذا كانت الدوالي تؤثر على صحة المرأة.

الخلاصة

التغيرات الجلدية أثناء الحمل هي ظاهرة شائعة وتحدث بسبب التغيرات الهرمونية والتغيرات الجسدية الطبيعية التي تحدث في جسم المرأة أثناء هذه الفترة. على الرغم من أن بعض هذه التغيرات تكون مؤقتة، إلا أن البعض الآخر قد يستمر لفترة طويلة بعد الولادة. بينما قد تكون بعض هذه التغيرات الجلدية مزعجة، إلا أن العديد منها يمكن التعامل معه باستخدام المنتجات المناسبة والوقاية من خلال العناية بالبشرة.

إذا كانت التغيرات الجلدية شديدة أو تثير القلق، فمن المهم استشارة الطبيب أو أخصائي الجلدية لتقديم النصائح والعلاجات المناسبة، والحفاظ على صحة البشرة خلال الحمل.

يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.

Scroll to Top