الاحتفاظ بحلم الأمومة
تجميد البويضات هو إجراء طبي يتيح للنساء تخزين بويضاتهن غير المخصبة لاستخدامها لاحقًا، وذلك في حال رغبتهن في الحمل في المستقبل. هذه العملية أصبحت شائعة أكثر في السنوات الأخيرة، خاصة بين النساء اللاتي يرغبن في تأجيل الإنجاب لأسباب مهنية، شخصية أو صحية.
ما هو تجميد البويضات؟
تجميد البويضات أو التخزين الحيوي للبويضات هو عملية جمع بويضات من المرأة (عادةً في فترة خصوبتها الممتازة) ثم تجميدها في درجات حرارة منخفضة جدًا (عند -196 درجة مئوية) بهدف الحفاظ على قدرتها على الإخصاب لاحقًا. وفي المستقبل، يمكن أن تُستخدم هذه البويضات المجمدة لتخصيبها عبر التلقيح الصناعي (IVF)، وبالتالي يساعد ذلك المرأة في الحصول على حمل في وقت لاحق من حياتها.
لماذا تختار المرأة تجميد بويضاتها؟
هناك عدة أسباب قد تدفع المرأة لتجميد بويضاتها، من بينها:
1. تأجيل الحمل لأسباب مهنية أو تعليمية
- الكثير من النساء يرغبن في تأجيل الإنجاب إلى ما بعد الانتهاء من دراستهن أو بناء مسيرتهن المهنية. وقد يشعرن أن التأجيل الآن قد يعطيهن الفرصة لتطوير حياتهن المهنية أو تحقيق أهداف أخرى قبل التفكير في الحمل.
2. الحفاظ على الخصوبة قبل الخضوع لعلاج طبي مؤثر على الخصوبة
- النساء اللواتي قد يواجهن علاجات طبية قد تؤثر سلبًا على خصوبتهن، مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي لمرض السرطان، قد يختارن تجميد بويضاتهن لحفظ فرص الإنجاب في المستقبل، حيث أن هذه العلاجات يمكن أن تضر بالبويضات وتؤدي إلى انخفاض الخصوبة.
3. التقدم في العمر
- مع تقدم العمر، تنخفض الخصوبة بشكل طبيعي. النساء اللواتي يرغبن في إنجاب أطفال في المستقبل ولكنهن قد يواجهن انخفاضًا في خصوبتهن بسبب التقدم في السن (خصوصًا بعد سن 35 عامًا) قد يلجأن إلى تجميد بويضاتهن في وقت مبكر عندما تكون خصوبتهن في ذروتها.
4. الحفاظ على الفرص في حال تأخر الزواج
- بعض النساء قد يواجهن صعوبة في العثور على شريك حياة مناسب في الوقت الحالي، وبالتالي قد يختارن تجميد بويضاتهن في مرحلة خصوبة أفضل لتأجيل إنجاب الأطفال إلى وقت لاحق.
5. أسباب طبية شخصية
- قد تختار بعض النساء تجميد بويضاتهن لأسباب صحية أو جينية، على سبيل المثال، إذا كان لديهن تاريخ عائلي من مشاكل في الخصوبة أو إذا كان لديهن مشاكل صحية قد تؤثر على قدرتهم على الحمل في المستقبل.
كيفية تجميد البويضات؟
- التحفيز الهرموني
- تبدأ عملية تجميد البويضات بتحفيز المبيضين باستخدام أدوية هرمونية لمدة تتراوح بين 10-14 يومًا. الهدف من هذه الأدوية هو تحفيز المبيضين لإنتاج عدد أكبر من البويضات بدلًا من البويضة الواحدة التي يتم إنتاجها عادة كل دورة.
- عادة ما يتطلب هذا العلاج فحوصات دورية لمتابعة استجابة المبيضين وتحليل مستويات الهرمونات في الدم.
- استخراج البويضات
- عندما تكون البويضات ناضجة، يتم استخراجها من المبايض باستخدام إبرة رفيعة يتم إدخالها عبر جدار المهبل إلى المبيض باستخدام جهاز السونار لتوجيه الإبرة بدقة.
- يتم استخراج البويضات تحت تأثير التخدير الموضعي أو العام بشكل آمن.
- التجميد والتخزين
- بعد جمع البويضات، يتم تجميدها باستخدام تقنيات خاصة (مثل التجميد السريع أو التزجيج) للحفاظ على جودتها.
- يتم تخزين هذه البويضات في حاويات خاصة تحتوي على النيتروجين السائل في درجات حرارة منخفضة جدًا.
متى يتم استخدام البويضات المجمدة؟
عندما تكون المرأة جاهزة للحمل في المستقبل، يتم إخراج البويضات المجمدة من التخزين وإذابتها بعناية. بعد ذلك، يتم تخصيبها باستخدام التلقيح الصناعي (IVF):
- إذا تم تخصيب البويضات بنجاح، يتم زرع الأجنة الناتجة في رحم المرأة.
- في حال عدم تخصيب البويضات، يمكن استخدام البويضات المجمدة في محاولات لاحقة.
هل تجميد البويضات مضمون؟
تجميد البويضات يمكن أن يكون خيارًا جيدًا للنساء اللواتي يرغبن في الحفاظ على فرص الإنجاب في المستقبل، ولكن مثل أي إجراء طبي، لا يمكن ضمان النتيجة بنسبة 100%. هناك بعض النقاط التي يجب أن تأخذها المرأة في الاعتبار:
- النجاح يعتمد على العمر: البويضات المجمدة أكثر فعالية إذا كانت قد تم جمعها عندما كانت المرأة في سن مبكرة، حيث تكون خصوبتها أفضل.
- عدد البويضات: من المهم جمع عدد كافٍ من البويضات لزيادة فرص النجاح في المستقبل. بعض النساء قد يحتجن إلى عدة دورات تحفيزية للحصول على عدد كافٍ من البويضات.
- الجودة: ليست كل البويضات المجمدة ستنجح في التخصيب أو الزرع في المستقبل.
الآثار الجانبية والمخاطر المحتملة لتجميد البويضات
- التحفيز الهرموني: يمكن أن يؤدي تحفيز المبايض إلى آثار جانبية مثل الانتفاخ، والتورم، والألم في منطقة المبايض.
- مخاطر طبية: مثل أي عملية طبية، قد تكون هناك مخاطر متعلقة بالإجراء مثل العدوى أو النزيف.
- التكاليف: تجميد البويضات يعد مكلفًا، حيث يتطلب العلاج الهرموني، واستخراج البويضات، وتخزينها في المختبر.
مزايا تجميد البويضات
- إعطاء الفرصة للأم المستقبلية: توفر للمرأة فرصة للحفاظ على خصوبتها وإنجاب الأطفال في المستقبل حتى إذا تأخر الزواج أو في حال تعرضت لمشاكل صحية.
- التحكم في الوقت: تعطي المرأة القدرة على اتخاذ القرار بشأن الحمل في وقت يناسبها، بغض النظر عن العوامل البيولوجية.
- الحماية من التأثيرات السلبية للعلاج الكيميائي أو الأمراض المزمنة: يمكن أن يحفظ فرص الإنجاب في حال خضوع المرأة لعلاجات تؤثر على خصوبتها.
الخلاصة
تجميد البويضات هو خيار متاح للنساء اللواتي يرغبن في تأجيل الإنجاب لعدة سنوات، سواء لأسباب مهنية، صحية أو شخصية. رغم أن هذه التقنية تعطي فرصة للمرأة للحفاظ على خصوبتها، إلا أن النجاح يعتمد على العديد من العوامل مثل العمر وعدد البويضات المجمدة. يعد هذا الخيار خطوة مهمة، ولكنه يتطلب استشارة طبية مع مختصين لتحديد ما إذا كان مناسبًا بناءً على الظروف الشخصية لكل امرأة.
يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.