الحمل والنعاس:طرق التخفيف منه

النعاس والإرهاق هما من الأعراض الشائعة التي تشعر بها العديد من النساء الحوامل، وخاصة في المراحل الأولى من الحمل. يعود ذلك إلى عدة عوامل فسيولوجية وهرمونية تؤثر على الجسم أثناء فترة الحمل:

  1. التغيرات الهرمونية:
    في بداية الحمل، يرتفع مستوى هرمون البروجسترون بشكل ملحوظ. هذا الهرمون يعزز الشعور بالاسترخاء ويساعد في الحفاظ على الحمل، لكنه في الوقت ذاته يسبب الشعور بالنعاس والكسل.
  2. زيادة تدفق الدم:
    مع الحمل، يزيد حجم الدم في جسم المرأة ليغذي الجنين، مما يضع ضغطًا إضافيًا على القلب والأوعية الدموية، ويؤدي إلى الشعور بالتعب والإرهاق. هذه التغيرات الفسيولوجية تستهلك الكثير من طاقة الجسم.
  3. انخفاض مستويات السكر في الدم:
    قد يؤدي الحمل إلى تقلبات في مستويات السكر في الدم، حيث تصبح مستويات السكر أكثر انخفاضًا بعد تناول الطعام، مما يسبب شعورًا بالتعب والنعاس، خصوصًا إذا كان الجسد يحتاج إلى وقت أطول لامتصاص السكر.
  4. الضغط النفسي والعاطفي:
    التغيرات العاطفية والنفسية التي ترافق الحمل، مثل القلق بشأن المستقبل والجنين، يمكن أن تؤدي إلى زيادة الشعور بالإرهاق، مما يؤدي في النهاية إلى النعاس المفرط.
  5. زيادة حجم الجنين وضغطه على الأعضاء الداخلية:
    مع تقدم الحمل، قد تشعر المرأة بالإرهاق بسبب الضغط على الأعضاء الداخلية، مثل الرئتين والمثانة، مما قد يؤثر على قدرتها على النوم بشكل مريح ويزيد من الشعور بالنعاس خلال النهار.

أعراض الحمل والنعاس: كم تستمر؟

النعاس أثناء الحمل يختلف من امرأة لأخرى، ويعتمد على عدة عوامل مثل مرحلة الحمل، الصحة العامة، ونوعية الحياة. في المتوسط:

  • في الثلث الأول من الحمل (الشهر الأول والثاني والثالث):
    يكون النعاس شديدًا جدًا بسبب التغيرات الهرمونية. يرتفع هرمون البروجسترون بشكل كبير مما يجعل المرأة تشعر بالنعاس بشكل أكبر. قد يستمر هذا الشعور لمدة تتراوح بين الأسابيع الأولى وحتى نهاية الشهر الثالث.
  • في الثلث الثاني من الحمل (الشهر الرابع والخامس والسادس):
    غالبًا ما يشعر العديد من النساء بتخفيف النعاس في هذه الفترة، حيث تبدأ مستويات الطاقة في العودة إلى وضعها الطبيعي. قد تبقى بعض النساء يعانين من بعض الإرهاق، لكن بشكل أقل.
  • في الثلث الثالث من الحمل (الشهر السابع والثامن والتاسع):
    قد يعود النعاس والنعاس المتقطع بسبب زيادة حجم الجنين وضغطه على الأعضاء الداخلية، ما يقلل من جودة النوم ويزيد الشعور بالتعب.

الحمل والنعاس الذي يحتاج لمراجعة الطبيب

رغم أن النعاس أمر طبيعي أثناء الحمل، إلا أن هناك حالات قد تحتاج إلى مراجعة الطبيب إذا كانت مصحوبة بأعراض أخرى أو كانت شديدة بشكل غير طبيعي. هذه بعض الحالات التي تتطلب الانتباه:

  1. النعاس المفرط مع الدوخة أو الدوار:
    إذا كنتِ تشعرين بالنعاس الشديد مصحوبًا بالدوخة أو الدوار، فقد يكون ذلك مؤشرًا على فقر الدم (نقص الحديد) أو هبوط ضغط الدم، مما يستدعي استشارة الطبيب.
  2. النعاس مع زيادة الوزن بشكل غير طبيعي أو تورم مفاجئ:
    يمكن أن يكون هذا علامة على مضاعفات الحمل مثل ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل، وهما من الحالات التي تتطلب العلاج الفوري.
  3. النعاس الشديد يرافقه صعوبة في التنفس أو ألم في الصدر:
    إذا كان النعاس مصحوبًا بمشاكل في التنفس أو ألم في الصدر، قد تكون هذه علامات على مشكلات صحية مثل مشاكل في القلب أو اضطرابات في التنفس.
  4. النعاس المستمر دون تحسن:
    إذا استمر النعاس المفرط بشكل غير طبيعي ولم يتحسن مع الراحة والنظام الغذائي الجيد، يجب استشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية أخرى مثل الاكتئاب أو اضطرابات النوم.

طرق التقليل من النعاس أثناء الحمل

هناك بعض العادات والتعديلات التي يمكن أن تساعد في التقليل من النعاس خلال الحمل:

1. اتباع عادات نوم صحية

  • تنظيم مواعيد النوم: من المهم أن تحرص الحامل على الحصول على ساعات نوم كافية (من 7-9 ساعات ليلًا) وتنظيم مواعيد نوم ثابتة.
  • خلق بيئة نوم مريحة: تأكدي من أن غرفة نومك مظلمة وهادئة، واستخدمي وسائد لدعم جسمك وتخفيف الضغط على الظهر أو البطن.

2. أخذ قيلولة خلال النهار

  • إذا كنتِ تشعرين بالتعب الشديد، يمكنك أخذ قيلولة قصيرة (من 15 إلى 30 دقيقة) خلال النهار. هذه القيلولة يمكن أن تساعد في استعادة الطاقة دون التأثير على نومك الليلي.

3. التقليل من تناول الكافيين

  • الكافيين قد يزيد من شعور اليقظة، لكنه في نفس الوقت يمكن أن يؤثر على جودة النوم خاصة إذا تم تناوله في المساء. من الأفضل تقليل الكافيين إلى حد أدنى خلال الحمل، خاصة في فترة ما بعد الظهر.

4. ممارسة التمارين الرياضية

  • التمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي، والسباحة، واليوغا يمكن أن تحسن الدورة الدموية وتزيد من مستويات الطاقة. حتى 20-30 دقيقة من النشاط البدني المعتدل يوميًا قد تساعد في تقليل الشعور بالنعاس.

5. تناول وجبات صغيرة ومتوازنة

  • تناول وجبات صغيرة ومتوازنة على مدار اليوم يمكن أن يساعد في الحفاظ على مستويات الطاقة ثابتة ويمنع انخفاض السكر في الدم. يمكن أن تشمل هذه الوجبات الكربوهيدرات المعقدة مثل الشوفان، والخضروات، والفاكهة، بالإضافة إلى البروتينات مثل اللحوم، والدواجن، والبيض.

الخلاصة

النعاس خلال الحمل هو أمر شائع وطبيعي ويحدث نتيجة للتغيرات الهرمونية والجسدية التي تحدث في جسم المرأة الحامل. قد يستمر هذا الشعور بشكل أكبر في الأشهر الأولى من الحمل ويقل في الثلث الثاني، ولكن قد يعود في الأشهر الأخيرة بسبب زيادة حجم الجنين. باتباع بعض العادات الصحية مثل النوم الكافي، ممارسة التمارين الرياضية، تناول وجبات صغيرة ومتوازنة، والحصول على قيلولة أثناء النهار، يمكن تقليل الشعور بالنعاس والإرهاق. ومع ذلك، إذا كان النعاس مصحوبًا بأعراض غير طبيعية، يجب استشارة الطبيب فورًا.

يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.

Scroll to Top