اولا يحدث الحمل بشكل طبيعي عندما يتم تخصيب البويضة التي أُطلقت من المبيض في قناة فالوب، وهي الممر الذي يربط بين المبيض والرحم. بعد ذلك، تتحرك البويضة المخصبة نحو الرحم لتنغرس في بطانته. ولكن في بعض الحالات، قد تبقى البويضة المخصبة عالقة في قناة فالوب، مما يؤدي إلى حدوث الحمل خارج الرحم. إذا تأخر العلاج، فقد يؤدي ذلك إلى انفجار قناة فالوب، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على حياة الأم.
في هذا المقال، تعرف على أسباب وعوامل خطر الحمل خارج الرحم، وأعراضه، ومتى يتم اكتشاف الحمل خارج الرحم، بالإضافة إلى طرق علاجه والوقاية منه.
أعراض الحمل خارج الرحم
تتشابه أعراض الحمل خارج الرحم في البداية مع علامات الحمل الطبيعية، وذلك بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث في كلا الحالتين. تعاني المرأة عادةً من انقطاع الدورة الشهرية، وألم في الثدي، وغثيان وقيء، بالإضافة إلى تكرار التبول والشعور بالتعب العام.
ومع تقدم الحالة، قد تبدأ الأعراض المميزة للحمل خارج الرحم في الظهور، ومنها:
- ألم في الحوض أو البطن: يعتبر هذا الألم من أبرز الأعراض المبكرة، وقد يكون خفيفًا أو حادًا، متقطعًا أو مستمرًا. يمكن أن تشعر المرأة بألم مفاجئ وشديد في أسفل البطن إذا تمزقت قناة فالوب.
- نزيف مهبلي: قد يكون النزيف خفيفًا أو شديدًا، ويكون لون الدم أفتح أو أغمق من دم الحيض.
- إفرازات مهبلية: قد تكون الإفرازات مائية، وقد يظهر لونها بني غامق.
- ألم في الكتف والرقبة: يحدث ذلك نتيجة نزيف داخلي يؤدي إلى تهيج العصب الحجابي بسبب تجمع الدم تحت الحجاب الحاجز.
- اضطراب في المعدة: قد يترافق مع القيء.
- ضغط في منطقة المستقيم: شعور بعدم الراحة عند التبول أو التبرز.
- ضعف عام ودوخة: في بعض الحالات، قد تصل الحالة إلى الإغماء.
عوامل خطر الحمل خارج الرحم
توجد عدة عوامل قد تزيد من خطر حدوث الحمل خارج الرحم، ومن أبرزها:
جراحة سابقة في منطقة الحوض أو البطن: مثل الولادة القيصرية أو إزالة الأورام الليفية، حيث يمكن أن تؤثر هذه العمليات على وظيفة قناة فالوب.
تاريخ من الإجهاض المتكرر: سواء كان الإجهاض طبيعياً أو مستحثاً، يمكن أن يزيد من خطر الحمل خارج الرحم.
تاريخ سابق من الحمل خارج الرحم: إذا كانت المرأة قد عانت من حمل خارج الرحم سابقًا، فإن فرص حدوثه مرة أخرى تزداد.
حمل بعد إجراء ربط قناة فالوب: قد يؤثر هذا النوع من الجراحة على كيفية حدوث الحمل.
حمل أثناء استخدام وسائل منع الحمل: مثل اللولب أو حبوب البروجسترون، حيث قد تزيد هذه الوسائل من فرص حدوث الحمل خارج الرحم.
العدوى المنقولة جنسيًا: مثل تلك التي تؤدي إلى مرض التهاب الحوض، مما يزيد من خطر حدوث مشاكل في قناة فالوب.
تاريخ الإصابة ببطانة الرحم المهاجرة: حيث يمكن أن تسبب هذه الحالة تغييرات في قناتي فالوب.
استخدام أدوية الخصوبة: مثل الأدوية التي تحفز التبويض أو إجراءات الإخصاب في المختبر (التلقيح الصناعي).
العمر: النساء من عمر 35 عامًا فأكثر قد يكون لديهن مخاطر أعلى.
التدخين: يعتبر عامل خطر معروف لعدة مضاعفات صحية، بما في ذلك الحمل خارج الرحم.
طرق علاج الحمل خارج الرحم
بالتالي تستدعي حالات الحمل خارج الرحم إزالة كيس الحمل (الجنين) في أسرع وقت ممكن لتجنب حدوث مضاعفات صحية خطيرة. يختلف العلاج المناسب بناءً على حالة كل مريضة، وفيما يلي بعض الخيارات المتاحة:
- المراقبة والانتظار: في حالات معينة، إذا كانت الأعراض خفيفة وكان حجم كيس الحمل صغيرًا مع انخفاض تدريجي في مستويات هرمون الحمل، قد يوصي الطبيب بالانتظار والمراقبة. هذا قد يشير إلى احتمال حدوث إجهاض تلقائي دون الحاجة إلى تدخل طبي.
- الأدوية: إذا تم تشخيص الحمل خارج الرحم في مرحلة مبكرة، قد يتم استخدام أدوية مثل الميثوتريكسات لإيقاف نمو الخلايا الموجودة في كيس الحمل، مما يسمح للجسم بإعادة امتصاصه.
- الجراحة: في الحالات الأكثر خطورة، خاصة إذا كان هناك ألم شديد أو نزيف، قد يحتاج الأمر إلى جراحة لإزالة كيس الحمل. يمكن أن تكون الجراحة إما عبر تنظير البطن أو عملية جراحية تقليدية.
من الضروري استشارة الطبيب لتحديد الخيار الأنسب بناءً على حالة كل مريضة.
كيفية الوقاية من الحمل خارج الرحم
لا توجد طريقة محددة لضمان عدم حدوث الحمل خارج الرحم، ولكن يمكن تقليل خطر حدوثه من خلال بعض الإجراءات الوقائية، ومنها:
- استخدام الواقي الذكري: يساعد في الوقاية من العدوى المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا والسيلان، حيث إن هذه الأمراض قد تؤدي إلى مرض التهاب الحوض، وهو من الأسباب الشائعة لحدوث الحمل خارج الرحم.
- علاج العدوى على الفور: يجب معالجة أي عدوى جنسية أو التهابات في منطقة الحوض بسرعة لتقليل المخاطر المحتملة.
- الإقلاع عن التدخين: يُعتبر التدخين عامل خطر للإصابة بمشاكل صحية متعددة، بما في ذلك الحمل خارج الرحم.
- الفحوصات النسائية الدورية: يُنصح بإجراء الفحوصات النسائية بصفة منتظمة للكشف المبكر عن أي مشكلات صحية قد تؤثر على الحمل.
اتباع هذه الإرشادات يمكن أن يساعد في تقليل خطر الحمل خارج الرحم والحفاظ على الصحة العامة.
هل يعيش الجنين في الحمل خارج الرحم؟
لا يمكن للجنين أن يعيش أو ينمو في قناة فالوب، حيث لا يوجد أي مكان في الجسم مصمم لاستيعاب الجنين سوى الرحم. في الرحم، يتوفر إمداد كافٍ من الدم والغذاء لدعم نمو الجنين. لذلك، في حالة حدوث الحمل خارج الرحم، يجب إزالة الحمل بأسرع ما يمكن لتفادي مخاطر مثل انفجار قناة فالوب أو الأنسجة الأخرى التي قد ينمو فيها الجنين.
هل يمكن الحمل مجددًا بعد حدوث حمل خارج الرحم؟
نعم، يمكن للنساء الحمل طبيعيًا في المستقبل بعد حدوث حمل خارج الرحم. ومع ذلك، قد تزداد فرصة تكرار الحمل خارج الرحم، وقد يؤثر تلف قناة فالوب أو الجراحة التي تمت لإزالة الحمل خارج الرحم سلبًا على سهولة حدوث الحمل.
من المهم الإشارة إلى أنه حتى إذا تم إزالة قناتي فالوب، تبقى فرصة الحمل ممكنة من خلال الإخصاب في المختبر
يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.