تعتبر الحكة أو “الحكّة” من الأعراض الشائعة التي قد تشعر بها المرأة خلال فترة الحمل. يمكن أن تكون الحكة الخفيفة مزعجة، لكنها غالبًا ما تكون حالة غير مقلقة وتحدث بسبب التغيرات الطبيعية التي يمر بها جسم المرأة الحامل.
قد تظهر الحكة في مناطق مختلفة من الجسم مثل البطن، الصدر، الفخذين، والظهر، وتزداد حدة هذه الحكة في فترات معينة من الحمل. في هذا المقال، سنتناول أسباب الحكة الخفيفة أثناء الحمل، العوامل التي تزيد من حدوثها، الطرق العلاجية، وأوقات التي قد تتطلب تدخلاً طبيًا.
ما هي الحكة الخفيفة خلال فترة الحمل؟
الحكة هي شعور غير مريح على سطح الجلد يسبب رغبة شديدة في الحك أو الحك المستمر. عادةً ما تكون الحكة الخفيفة أكثر شيوعًا في المرحلة الثانية من الحمل، ولكنها قد تحدث في أي وقت خلال الحمل. وقد تحدث الحكة بسبب التغيرات الفيزيولوجية والهرمونية التي تحدث في جسم الحامل.
أسباب الحكة الخفيفة أثناء الحمل
توجد العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث الحكة خلال الحمل. يمكن أن تتراوح هذه الأسباب من التغيرات الطبيعية التي تحدث في الجسم أثناء الحمل إلى بعض الحالات الطبية التي قد تتطلب العلاج. فيما يلي أبرز الأسباب:
1. التغيرات الهرمونية
خلال فترة الحمل، يمر الجسم بتغيرات هرمونية كبيرة، والتي تؤثر على العديد من الأنظمة داخل الجسم، بما في ذلك الجلد. زيادة مستويات هرمون الحمل (HCG) يمكن أن تؤدي إلى زيادة إنتاج الزيوت في الجلد أو جفاف الجلد، مما يسبب الحكة. كما أن التغيرات في مستويات الاستروجين والبروجستيرون يمكن أن تؤثر على مرونة الجلد وتجعل الحامل أكثر عرضة للجفاف والحكة.
2. تمدد الجلد
في فترات معينة من الحمل، خاصة مع تقدم الحمل، ينمو الجنين بسرعة مما يؤدي إلى تمدد الجلد في منطقة البطن، الثديين، والفخذين. يؤدي هذا التمدد إلى الإحساس بالحكة في هذه المناطق. قد يلاحظ النساء الحوامل ظهور علامات تمدد على الجلد، والتي يمكن أن ترافق الحكة.
3. جفاف الجلد
تتسبب التغيرات الهرمونية في الحمل في جفاف الجلد، مما يؤدي إلى شعور بالحكة. كما أن تغيرات الطقس مثل الهواء الجاف أو التدفئة الداخلية في فصل الشتاء قد تزيد من جفاف الجلد وتسبب الحكة.
4. زيادة حجم الدم
تزداد كمية الدم في جسم المرأة الحامل بنسبة تصل إلى 50% خلال الحمل، مما يزيد من تدفق الدم إلى الأوعية الدموية الدقيقة في الجلد. قد يؤدي هذا التغير إلى شعور المرأة بالحكة، خاصة في المناطق التي يزيد فيها تدفق الدم مثل البطن والصدر.
5. حساسية الجلد
تزداد حساسية الجلد لدى بعض النساء أثناء الحمل بسبب التغيرات الهرمونية، مما يجعلهن أكثر عرضة للتهيج من المواد الكيميائية في المنتجات التجميلية أو الصابون أو حتى الملابس. بعض النساء قد يعانين من زيادة الحساسية تجاه المنظفات أو الأقمشة.
6. حالات طبية مرتبطة بالحمل
في بعض الحالات النادرة، قد تشير الحكة إلى وجود حالة طبية تتطلب عناية خاصة. بعض الحالات الطبية المرتبطة بالحمل تشمل:
- الركود الصفراوي أثناء الحمل (Cholestasis): هذه حالة تحدث عندما يتراكم الصفراء في الكبد ويؤثر على تدفقها بشكل طبيعي. تؤدي هذه الحالة إلى حكة شديدة خاصة في اليدين والقدمين، وتزداد مع تقدم الحمل. في هذه الحالة، من المهم استشارة الطبيب لأنها قد تشكل خطرًا على الجنين.
- التسمم الحملي (Preeclampsia): في بعض الحالات النادرة، قد يصاحب التسمم الحملي حكة في اليدين والقدمين، وهي حالة تتطلب مراقبة طبية.
- الإكزيما أو التهاب الجلد: إذا كانت المرأة الحامل تعاني من حالات جلدية مثل الإكزيما قبل الحمل، فقد تزداد شدة هذه الحالات خلال الحمل مما يؤدي إلى تفاقم الحكة.
7. التعرق المفرط
في فترة الحمل، قد تلاحظ المرأة الحامل زيادة في التعرق، خاصة في المناطق التي تكون فيها الغدد العرقية أكثر نشاطًا مثل البطن والصدر. قد يتسبب التعرق الزائد في تهيج الجلد وظهور الحكة.
متى يجب القلق من الحكة؟
بينما يمكن أن تكون الحكة جزءًا طبيعيًا من تجربة الحمل، إلا أنه في بعض الحالات، قد تكون الحكة علامة على مشكلة صحية تتطلب تدخلًا طبيًا. على الحامل أن تكون على دراية ببعض الأعراض التي قد تشير إلى مشاكل أكبر مثل:
- حكة شديدة لا تختفي: إذا كانت الحكة شديدة جدًا وتستمر لفترة طويلة، فقد يكون من الأفضل استشارة الطبيب.
- ظهور الطفح الجلدي: إذا كانت الحكة مصحوبة بطفح جلدي أو احمرار أو تورم، قد يشير ذلك إلى حالة طبية مثل الإكزيما أو الحساسية.
- حكة في اليدين أو القدمين: إذا كانت الحكة تقتصر على اليدين والقدمين وتزداد مع تقدم الحمل، فقد يكون هذا مؤشرًا على الركود الصفراوي، وهي حالة يجب تشخيصها بسرعة.
- أعراض إضافية: في حال كانت الحكة مصحوبة بأعراض أخرى مثل الصداع، ارتفاع ضغط الدم، أو تورم في الوجه أو اليدين، يجب التوجه للطبيب فورًا لأنها قد تكون علامات للتسمم الحملي.
طرق علاج الحكة الخفيفة أثناء الحمل
1. ترطيب الجلد
استخدام مرطبات طبيعية يمكن أن يساعد في تخفيف الحكة الناتجة عن جفاف الجلد. المنتجات التي تحتوي على زبدة الشيا أو زيت جوز الهند قد تكون فعالة في ترطيب الجلد وتهدئة الحكة.
2. استخدام المنتجات الخالية من العطور
يفضل استخدام صابون خالٍ من العطور أو منتجات العناية بالبشرة التي لا تحتوي على مواد كيميائية قاسية قد تزيد من تهيج الجلد. يمكن للمنتجات التي تحتوي على الصبار أو الكالندولا أن تساعد في تهدئة الجلد.
3. الاستحمام بالماء الفاتر
الاستحمام بماء فاتر (غير حار) قد يساعد في تهدئة الجلد المتهيج. يُنصح بتجنب الماء الساخن لأنه قد يؤدي إلى زيادة جفاف الجلد.
4. ارتداء ملابس قطنية
ارتداء ملابس فضفاضة مصنوعة من القطن يمكن أن يقلل من الاحتكاك على الجلد ويخفف من التهيج الناتج عن الحكة.
5. تجنب المواد المثيرة للحساسية
إذا كانت الحكة ناجمة عن حساسية تجاه منتجات معينة، فمن الأفضل تجنب استخدامها. يمكن تجربة استخدام منتجات طبيعية أو خالية من المواد الكيميائية.
6. استشارة الطبيب
إذا كانت الحكة مستمرة أو مصحوبة بأعراض أخرى، يجب على المرأة الحامل استشارة الطبيب. قد يوصي الطبيب بإجراء فحوصات لتشخيص الحالة أو وصف أدوية آمنة للحكة.
الخاتمة
الحكة الخفيفة خلال الحمل هي حالة شائعة وطبيعية في كثير من الأحيان، لكنها قد تكون مزعجة. بينما يكون السبب عادةً مرتبطًا بالتغيرات الهرمونية أو تمدد الجلد، إلا أن الحكة قد تكون أيضًا مؤشرًا على حالات طبية أخرى تتطلب متابعة دقيقة. من المهم أن تتبع الحامل النصائح الوقائية التي تم ذكرها، وأن تستشير الطبيب إذا كانت الحكة شديدة أو مصحوبة بأعراض غير طبيعية. الحفاظ على بشرة رطبة ومرطبة واتباع روتين عناية صحيح قد يساعد في تقليل الشعور بالحكة وتحسين الراحة العامة أثناء فترة الحمل.
يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.