الثلث الثالث من الحمل يمتد من الأسبوع 28 حتى الأسبوع 40، وهو من أهم وأصعب الفترات في الحمل. خلال هذه الفترة، يقترب الجنين من النمو الكامل، ويزداد حجم بطن الأم بشكل ملحوظ.
ومع ذلك، قد يواجه بعض النساء مجموعة من المضاعفات الصحية التي قد تؤثر على الأم أو الجنين، مما يستدعي مراقبة طبية دقيقة. في هذا المقال، سوف نتناول أبرز مضاعفات الحمل في الثلث الثالث وأسبابها، وكذلك كيفية التعامل معها.
أهم مضاعفات الحمل في الثلث الثالث
1. ارتفاع ضغط الدم (تسمم الحمل)
تسمم الحمل أو ارتفاع ضغط الدم الحملي هو أحد المضاعفات الشائعة في الثلث الثالث من الحمل. يشمل هذا الارتفاع في ضغط الدم لدى المرأة الحامل، وقد يصاحبه تورم في اليدين والوجه، إضافة إلى زلال في البول. في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل تسمم الحمل، الذي يمكن أن يتسبب في تلف الأعضاء ويهدد حياة الأم والجنين.
الأعراض:
- صداع شديد
- تورم في اليدين والوجه
- مشاكل في الرؤية مثل رؤية نقاط أو غباش
- ألم في الجزء العلوي من البطن
- زيادة الوزن المفاجئة بسبب احتباس السوائل
العلاج والمراقبة:
يتم مراقبة ضغط الدم بانتظام، وإذا كان هناك أي ارتفاع في الضغط، قد يحتاج الطبيب إلى تعديل أسلوب الحياة أو وصف أدوية خافضة للضغط. في الحالات الشديدة، قد يستدعي الأمر الولادة المبكرة للحفاظ على صحة الأم والجنين.
2. السكري الحملي
السكري الحملي هو ارتفاع مستويات السكر في الدم الذي يحدث فقط أثناء الحمل. في الثلث الثالث من الحمل، قد يصبح الجسم أقل قدرة على استخدام الأنسولين بشكل فعال، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم. هذا المرض يمكن أن يؤثر على نمو الجنين وقد يزيد من خطر تعرضه لمشاكل صحية.
الأعراض:
- زيادة العطش
- التبول المتكرر
- الجوع الشديد
- التعب العام
العلاج والمراقبة:
يتم تشخيص السكري الحملي عادة عبر فحص تحمل الجلوكوز. يمكن التحكم فيه عبر النظام الغذائي السليم، ممارسة الرياضة، وأحيانًا من خلال الأنسولين إذا كانت الحالة شديدة. من المهم مراقبة مستويات السكر في الدم باستمرار للحفاظ على صحة الأم والجنين.
3. المخاض المبكر
المخاض المبكر هو حدوث انقباضات أو آلام في البطن قبل الأسبوع 37 من الحمل، مما قد يؤدي إلى ولادة مبكرة. المخاض المبكر يمكن أن يكون خطيرًا لأن الجنين في هذه المرحلة قد لا يكون قد تطور بالكامل بعد.
الأعراض:
- انقباضات منتظمة في البطن
- ألم في أسفل الظهر
- إفرازات مهبلية غير طبيعية
- ضغط في الحوض
العلاج والمراقبة:
إذا تم تشخيص المخاض المبكر، يتم اتخاذ تدابير لتأخير الولادة مثل الأدوية المانعة للطلق أو العلاج بالكورتيكوستيرويدات لتحفيز نضج رئتي الجنين. يتم مراقبة الأم بشكل مستمر في المستشفى حتى تتم الولادة في الوقت المناسب.
4. الانفصال المبكر للمشيمة
الانفصال المبكر للمشيمة (المعروف أيضًا بـ الانفصال المشيمي) هو حالة تحدث عندما تنفصل المشيمة عن جدار الرحم قبل الولادة. يعتبر هذا من الحالات الطارئة التي قد تهدد حياة الأم والجنين إذا لم يتم التعامل معها بشكل سريع.
الأعراض:
- نزيف مهبلي (قد يكون غير مرئي أحيانًا إذا كان الانفصال غير كامل)
- ألم في البطن
- تقلصات شديدة في الرحم
- انخفاض حركة الجنين
العلاج والمراقبة:
يتم التعامل مع الانفصال المشيمي عبر المراقبة المستمرة في المستشفى، وقد يتطلب الأمر ولادة مبكرة إذا كانت الحالة شديدة. يعتمد العلاج على مدى الانفصال وصحة الأم والجنين.
5. التورم غير الطبيعي (الوذمة)
في الثلث الثالث من الحمل، قد يحدث تورم طبيعي في اليدين، القدمين، والكاحلين بسبب احتباس السوائل. ومع ذلك، إذا كان التورم غير طبيعي أو مصحوبًا بأعراض أخرى، فقد يشير إلى تسمم الحمل أو مشاكل في الكلى.
الأعراض:
- تورم ملحوظ في القدمين والكاحلين
- تورم الوجه أو اليدين
- زيادة مفاجئة في الوزن
العلاج والمراقبة:
إذا كان التورم ناتجًا عن تسمم الحمل، يتطلب العلاج مراقبة ضغط الدم، الراحة، وأحيانًا الولادة المبكرة. في حالة التورم البسيط، يُنصح بتقليل النشاط البدني وزيادة رفع القدمين بشكل دوري.
6. الحمل بتوأم أو أكثر
عندما تحمل المرأة بتوأم أو أكثر، فإن احتمالية حدوث مضاعفات مثل الولادة المبكرة، ارتفاع ضغط الدم، و السكري الحملي تكون أعلى. الحمل المتعدد يتطلب مراقبة دقيقة لحالة الأم والجنين.
الأعراض والمضاعفات:
- زيادة احتمالية الولادة المبكرة
- زيادة خطر حدوث تسمم الحمل
- زيادة الوزن بسرعة
- الألم الناتج عن تمدد الرحم
العلاج والمراقبة:
يتطلب الحمل بتوأم أو أكثر مراقبة متكررة للفحص بالموجات فوق الصوتية، مراقبة ضغط الدم، وفحص مستويات السكر في الدم بشكل دوري. قد يتم تحديد موعد الولادة المبكرة إذا كانت الحالة تستدعي ذلك.
7. تأخر نمو الجنين
يحدث تأخر نمو الجنين عندما ينمو الجنين بمعدل أبطأ من المعدل الطبيعي في الثلث الثالث من الحمل. يمكن أن يؤدي هذا إلى مضاعفات مثل الولادة المبكرة أو صعوبات أثناء الولادة.
الأعراض:
- قلة حركة الجنين
- عدم كفاية الوزن عند الولادة
العلاج والمراقبة:
يتم تشخيص تأخر نمو الجنين من خلال الفحوصات المنتظمة بالموجات فوق الصوتية وفحص نبضات قلب الجنين. إذا تم اكتشاف أن الجنين يعاني من تأخر النمو، يمكن أن يوصي الطبيب بالولادة المبكرة إذا كانت هناك مخاوف بشأن صحته.
كيفية التعامل مع مضاعفات الحمل في الثلث الثالث
- المراقبة المنتظمة: من الضروري أن تلتزم الحامل بزيارات الطبيب المنتظمة لإجراء الفحوصات والتأكد من صحة الجنين والأم.
- اتباع نظام غذائي صحي: يجب على المرأة الحامل تناول غذاء متوازن يحتوي على البروتينات، الفيتامينات، والمعادن الضرورية لصحة الأم والجنين.
- ممارسة النشاط البدني المعتدل: التمارين الرياضية المعتدلة مثل المشي أو السباحة يمكن أن تساعد في الحفاظ على صحة القلب وتحسين الدورة الدموية، مما يقلل من بعض المخاطر.
- الراحة والتقليل من التوتر: الراحة الكافية والتقليل من التوتر يمكن أن يساعد في تقليل مضاعفات الحمل.
- الاستماع إلى الجسم: يجب على الحامل أن تكون منتبهة لأي علامات غير طبيعية مثل نزيف مهبلي أو ألم شديد في البطن وتوجه إلى الطبيب فورًا في حال حدوث ذلك.
الخلاصة
الثلث الثالث من الحمل هو فترة حاسمة ومهمة، حيث يزداد الجنين حجمًا وتتزايد التحديات بالنسبة للأم. هناك العديد من المضاعفات التي قد تحدث في هذه الفترة، مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري الحملي، المخاض المبكر، والانفصال المبكر للمشيمة، وغيرها. من المهم أن تلتزم الحامل بزيارات طبية منتظمة، وتحافظ على نمط حياة صحي يتضمن التغذية السليمة والنشاط البدني المعتدل، والراحة الكافية لمراقبة هذه المضاعفات بشكل مبكر. إذا كانت هناك أي علامات غير طبيعية، يجب استشارة الطبيب فورًا لضمان صحة الأم والجنين.
يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.