في هذا المقال، سنتناول فوائد إفرازات المهبل، أنواعها المختلفة، علاقتها بالدورة الشهرية، وكيفية التفريق بين الطبيعي وغير الطبيعي.
إفرازات المهبل هي سوائل يفرزها المهبل والغدد المساعدة له في الجسم، وتُعتبر جزءًا طبيعيًا من نظام الجسم الصحي. تتراوح هذه الإفرازات في النوع والكمية واللون والرائحة، وتختلف باختلاف العمر، والصحة العامة، والدورة الشهرية، وأحيانًا حتى الحمل. على الرغم من أن الكثير من النساء قد يشعرن بالقلق عند ملاحظة تغيرات في إفرازات المهبل، إلا أن معظم التغيرات هي أمر طبيعي يعكس التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم.
ما هي فوائد إفرازات المهبل؟
إفرازات المهبل ليست مجرد ظاهرة طبيعية بل لها عدة فوائد صحية مهمة، من بينها:
- الحفاظ على ترطيب المهبل:
إفرازات المهبل تساعد في الحفاظ على ترطيب المنطقة المهبلية، مما يقلل من الاحتكاك أو التهيج أثناء النشاط الجنسي أو الأنشطة البدنية. - حماية المهبل من العدوى:
تحتوي إفرازات المهبل على مكونات مضادة للبكتيريا والفطريات، والتي تعمل على حماية المهبل من الالتهابات. الإفرازات تساهم في الحفاظ على بيئة المهبل حمضية (درجة حموضة تتراوح بين 3.8 و4.5)، مما يعوق نمو الجراثيم الضارة. - تنظيف المهبل:
الإفرازات المهبلية تساعد في تنظيف المهبل بشكل طبيعي، حيث تقوم بإزالة الخلايا الميتة والمواد التي قد تراكمت داخل المهبل. هذا يساعد في الحفاظ على صحة المهبل بشكل عام. - تنظيم التوازن الهرموني:
تفرز الإفرازات المهبلية استجابة للتغيرات الهرمونية في الجسم. على سبيل المثال، تزداد الإفرازات في فترة الإباضة بسبب زيادة هرمون الاستروجين، وتقل بعد التبويض نتيجة لانخفاض هذا الهرمون. - دليل على الصحة العامة:
إن الإفرازات المهبلية هي مؤشر جيد على صحة الجهاز التناسلي الأنثوي. أي تغير مفاجئ في اللون، الكمية، أو الرائحة قد يكون علامة على وجود مشكلة صحية تتطلب الانتباه.
أنواع الإفرازات المهبلية وألوانها
تختلف الإفرازات المهبلية من امرأة إلى أخرى حسب العديد من العوامل مثل العمر، الدورة الشهرية، التغيرات الهرمونية، وأحيانًا الحالة الصحية. فيما يلي بعض الأنواع الشائعة من الإفرازات المهبلية:
1. الإفرازات الشفافة أو البيضاء
- الخصائص: الإفرازات الطبيعية تكون عادةً شفافة أو بيضاء ولها قوام يشبه المخاط. تكون هذه الإفرازات غير لزجة أو شبه لزجة في معظم الأوقات.
- الأسباب: هذه الإفرازات طبيعية جدًا وتحدث بشكل منتظم في الدورة الشهرية. في فترات الإباضة، قد تكون الإفرازات أكثر مرونة وشفافية، مما يسهل عملية الحمل.
- التحليل: إذا كانت هذه الإفرازات لا تصاحبها رائحة كريهة أو حكة أو احمرار، فهي عادةً ما تكون طبيعية.
2. الإفرازات الصفراء أو الخضراء
- الخصائص: الإفرازات المهبلية التي تكون صفراء أو خضراء غالبًا ما تكون سميكة، ويمكن أن يكون لها رائحة كريهة.
- الأسباب: قد تشير هذه الإفرازات إلى وجود عدوى، مثل التهاب المهبل البكتيري أو الكلاميديا أو الزهري. إذا كانت الإفرازات مصحوبة بحكة أو ألم أثناء التبول أو الجماع، فإنه يجب استشارة الطبيب.
- التحليل: عادةً ما تتطلب هذه الإفرازات العلاج بالمضادات الحيوية أو أدوية خاصة للعدوى.
3. الإفرازات البنية أو الحمراء
- الخصائص: الإفرازات البنية أو الحمراء قد تحدث في حالات معينة، مثل قبل أو بعد الدورة الشهرية.
- الأسباب: الإفرازات البنية غالبًا ما تكون دمًا قديمًا يخرج من الرحم ويختلط مع الإفرازات المهبلية. يمكن أن تحدث بسبب التبويض أو نزيف خفيف قبل أو بعد الدورة الشهرية. إذا كانت هذه الإفرازات مصحوبة بألم شديد أو نزيف غير طبيعي، فقد يكون من الضروري استشارة الطبيب.
- التحليل: إذا كانت الإفرازات متكررة أو تزداد شدتها، فقد تشير إلى حالات طبية مثل الأورام الليفية أو العدوى أو مشاكل في الرحم.
4. الإفرازات اللزجة أو الكثيفة
- الخصائص: الإفرازات المهبلية اللزجة أو الكثيفة غالبًا ما تكون دهنية أو جبنية في الشكل، وقد تكون مصحوبة برائحة غير طبيعية.
- الأسباب: غالبًا ما تشير هذه الإفرازات إلى عدوى فطرية (مثل داء المبيضات) أو التهاب المهبل الفطري. إذا كنت تعانين من حكة شديدة أو إحساس بالحرقان أثناء التبول أو الجماع، قد تكون هذه العدوى.
- التحليل: يتم علاج هذه الحالة عادة باستخدام الأدوية المضادة للفطريات، مثل الكريمات أو الأقراص.
إفرازات المهبل والدورة الشهرية
إفرازات المهبل تتغير بشكل طبيعي طوال الدورة الشهرية بناءً على التغيرات الهرمونية. إليك كيف يتغير هذا النوع من الإفرازات في مراحل مختلفة من الدورة:
1. في بداية الدورة الشهرية (المرحلة الجريبية):
- خلال الأيام الأولى من الدورة الشهرية، قد تكون الإفرازات خفيفة أو نادرة، ويمكن أن تكون شبه جافة أو شفافة.
- في هذه الفترة، يكون مستوى هرمون الاستروجين منخفضًا، مما يقلل من إنتاج الإفرازات المهبلية.
2. في منتصف الدورة الشهرية (الإباضة):
- عند حدوث الإباضة، يزيد إفراز هرمون الاستروجين مما يؤدي إلى زيادة في الإفرازات المهبلية.
- الإفرازات في هذه الفترة تكون لزجة، شفافة، تشبه بياض البيض، وهي تساعد في تسهيل حركة الحيوانات المنوية داخل المهبل.
- هذه الإفرازات تُعتبر من العلامات التي قد تدل على فترة الخصوبة العالية.
3. بعد الإباضة (المرحلة الأصفريّة):
- بعد الإباضة، عندما يبدأ هرمون البروجستيرون في الارتفاع، تصبح الإفرازات أكثر كثافة وأقل شفافية.
- قد تشعر المرأة بأنها أقل إفرازًا أو قد تصبح الإفرازات أكثر لزوجة.
4. قبل الدورة الشهرية:
- في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية، قد تصبح الإفرازات أقل وتظهر بلون أبيض أو كريمي.
- قد تشعر المرأة أحيانًا بأن الإفرازات تكون أكثر كثافة قبل الدورة الشهرية.
متى يجب القلق من إفرازات المهبل؟
تعتبر الإفرازات المهبلية جزءًا طبيعيًا من دورة المرأة، لكن هناك حالات قد تشير فيها الإفرازات إلى مشكلة صحية تحتاج إلى الانتباه. يجب استشارة الطبيب إذا:
- الإفرازات رائحة كريهة أو غير عادية.
- إذا كانت الإفرازات مصحوبة بحكة أو احمرار في المنطقة التناسلية.
- تغيرات مفاجئة في اللون أو القوام، مثل الإفرازات الخضراء أو الصفراء.
- إذا كانت الإفرازات تزيد بشكل غير طبيعي أو مصحوبة بألم أثناء الجماع أو التبول.
- إذا لاحظت نزيفًا غير طبيعي خارج فترة الدورة الشهرية.
خاتمة
إفرازات المهبل هي جزء أساسي وطبيعي من الوظائف البيولوجية لجسم المرأة. من خلال مراقبة الإفرازات المهبلية، يمكن للمرأة أن تكتشف التغيرات في صحتها العامة وتتعرف على أي مشاكل صحية قد تظهر. بينما تتغير الإفرازات بشكل طبيعي مع الدورة الشهرية أو أثناء الحمل، يجب دائمًا الانتباه لأي تغييرات غير طبيعية قد تشير إلى عدوى أو حالة طبية أخرى.
إذا كنتِ تشعرين بالقلق حيال إفرازات المهبل أو لاحظت أي تغييرات غير عادية، من الأفضل استشارة طبيبك لتقييم حالتك والتأكد من صحتك.
يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.