تعتبر مرحلة إدخال التغذية التكميلية للرضع من أهم المراحل في تطور الطفل، وتلعب دورًا حاسمًا في ضمان نموه السليم وصحته العامة. بداية من عمر 6 أشهر، يصبح الطفل بحاجة إلى الحصول على مغذيات إضافية بخلاف حليب الأم أو الحليب الاصطناعي ليتمكن من التكيف مع المتطلبات الغذائية المتزايدة. فيما يلي شرح مفصل ودقيق حول التغذية التكميلية للرضع.
1. الحاجة إلى التغذية التكميلية
منذ الولادة وحتى عمر 6 أشهر، يعتمد الطفل بشكل أساسي على حليب الأم أو الحليب الاصطناعي كمصدر رئيسي للتغذية. ومع بداية الشهر السادس، يبدأ الطفل في إظهار استعداد لتناول الأطعمة الصلبة، التي تعتبر أساسية لتلبية احتياجاته الغذائية المتزايدة ودعمه في النمو العقلي والجسدي.
2. متى نبدأ التغذية التكميلية؟
تبدأ التغذية التكميلية عادة عندما يبلغ الطفل حوالي 6 أشهر من العمر. هذه الفترة تعتبر مناسبة لأن الجهاز الهضمي للطفل يبدأ في نضوج استعدادًا لاستقبال الأطعمة الأخرى بجانب الحليب. من أهم علامات استعداد الطفل لتناول الطعام الصلب:
- القدرة على الجلوس بشكل ثابت: قدرة الطفل على الجلوس بمساعدة أو بمفرده تتيح له التحكم في بلع الطعام بشكل أفضل.
- القدرة على التنسيق بين اليد والعين: حيث يستطيع الطفل النظر إلى الطعام، التقاطه، ووضعه في فمه.
- القدرة على ابتلاع الطعام: قد يبدأ الطفل في بلع الطعام بدلاً من بصقه.
إذا ظهرت هذه العلامات معًا، يمكنك البدء في إدخال الأطعمة التكميلية تدريجيًا.
3. كمية الطعام المطلوبة
عند بدء التغذية التكميلية، يُنصح بتقديم كميات صغيرة من الطعام في البداية. الطفل لا يحتاج في هذا العمر إلى كمية كبيرة من الطعام حيث أن حليب الأم أو الحليب الاصطناعي يظل المصدر الرئيسي للطاقة والمغذيات.
- من عمر 6-8 أشهر: يمكن تقديم 2-3 ملاعق صغيرة من الطعام في البداية. الهدف هو تدريب الطفل على قبول الأطعمة الجديدة وتعلم كيفية تحريك الطعام داخل فمه.
- من عمر 9-11 أشهر: تبدأ كمية الطعام في الزيادة تدريجيًا، حيث يمكن أن يتناول الطفل 3-4 وجبات يوميًا.
- من عمر 12-24 شهرًا: مع مرور الوقت، يمكن تقديم 3 وجبات رئيسية ووجبات خفيفة إضافية، ويبدأ الطفل في تناول المزيد من الأطعمة التي يمكنه تناولها بمفرده باستخدام يديه.
4. أنواع الأطعمة التكميلية
تعتبر الأطعمة التكميلية جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي للطفل بعد 6 أشهر، ويجب أن تكون متنوعة وتلبي احتياجاته الغذائية المختلفة. إليك بعض الأنواع الموصى بها في هذه المرحلة:
من 6 إلى 8 أشهر:
- الخضروات والفواكه المهروسة: مثل الجزر، البطاطا الحلوة، التفاح، الموز. هذه الأطعمة توفر الفيتامينات والمعادن الضرورية.
- الحبوب المطحونة: مثل الأرز المطحون أو الشوفان المطحون. يمكن تحضير الحبوب مع حليب الأم أو الحليب الاصطناعي.
- البروتينات: مثل البيض المسلوق أو الدجاج المهروس. البيض مصدر جيد للبروتين وفيتامين د.
- الزبادي الكامل الدسم: يمكن إدخال الزبادي كوجبة خفيفة غنية بالكالسيوم.
من 9 إلى 11 شهرًا:
- الأطعمة القابلة للأكل بالأصابع: مثل قطع الموز أو قطع الأفوكادو الطرية، قطع الجبن اللين، الخضروات المطبوخة مثل الجزر أو الكوسا.
- الحبوب الكاملة: مثل الأرز المطبوخ أو الشوفان المطحون.
- اللحوم المفرومة أو السمك الطري: مثل اللحم البقري المفروم أو الدجاج المهروس.
من 12 إلى 24 شهرًا:
- الأطعمة العائلية: في هذه المرحلة، يبدأ الطفل في تناول الطعام الذي يتناوله باقي أفراد الأسرة (بعد التأكد من تجنب الأطعمة المسببة للاختناق مثل المكسرات أو الحبوب).
- الأسماك والدواجن: مثل السمك المطبوخ جيدًا أو الدجاج المسلوق.
- الجبن، اللبن، والحليب الكامل: يمكن إدخال هذه الأطعمة في نظامه الغذائي بشكل تدريجي.
5. الأطعمة الممنوعة في هذه المرحلة
في مرحلة التغذية التكميلية، يجب تجنب بعض الأطعمة التي قد تشكل خطرًا على الطفل، مثل:
- الأطعمة التي تسبب الاختناق: مثل المكسرات الكاملة، العنب الكرزي، الحبوب، أو الجزر النيء.
- الأطعمة المضاف إليها السكر أو الملح: يجب تجنب إضافة السكر أو الملح إلى طعام الطفل لأن ذلك يمكن أن يؤثر على صحته العامة ويقلل من تناول الأطعمة المغذية.
- العسل: يجب عدم إعطاء العسل للأطفال تحت سن عام واحد بسبب خطر الإصابة بالتسمم الغذائي.
6. الاحتياجات الغذائية الأساسية في هذه المرحلة
الأطفال في هذه المرحلة يحتاجون إلى مجموعة من المغذيات الأساسية لتلبية احتياجات نموهم. تشمل هذه المغذيات:
- البروتينات: من مصادر حيوانية ونباتية، مثل اللحوم، البيض، والبقوليات.
- الحديد: من اللحوم الحمراء، الكبد، البقوليات.
- الكالسيوم: من منتجات الألبان مثل اللبن، الجبن، الزبادي.
- الفيتامينات: خصوصًا فيتامين D و A و C. يمكن الحصول عليها من الفواكه والخضروات.
- الدهون: الدهون الصحية من الزيوت النباتية، الزبدة، والأفوكادو.
7. الأطعمة المدعمة والمكملات
- المكملات الغذائية: يمكن أن يوصي الطبيب بإعطاء الطفل مكملات فيتامين D (وخاصة إذا كانت الأم لا تتناول المكملات).
- الأطعمة المدعمة: مثل الحبوب المدعمة بالحديد. يمكن أن تساعد هذه الأطعمة في تغطية احتياجات الطفل إذا كان يعاني من نقص في بعض المغذيات.
8. السلامة أثناء تناول الطعام
- يجب غسل اليدين جيدًا قبل تحضير الطعام.
- يجب تنظيف الأواني والأسطوانات والأطعمة بشكل جيد.
- تجنب تقديم الأطعمة التي يمكن أن تسبب اختناقًا أو ضررًا للطفل.
- يجب مراقبة الطفل أثناء تناول الطعام والتأكد من أنه لا يواجه أي صعوبة في البلع.
9. استجابة الطفل أثناء تناول الطعام
من المهم أن نكون واعين لاستجابة الطفل أثناء تناول الطعام. يجب أن نراقب إشارات الشبع مثل إغلاق فمه أو إبعاد الطعام. ينبغي عدم إجبار الطفل على تناول الطعام إذا أظهر عدم الرغبة في ذلك.
10. التغذية السليمة أثناء المرض
عندما يكون الطفل مريضًا، يُنصح بزيادة السوائل والحفاظ على الرضاعة الطبيعية المتكررة. بعد المرض، يمكن تقديم الأطعمة المغذية بكميات أكبر، مع تشجيع الطفل على تناول الطعام بمعدلات أكبر لتعويض ما فقده من طاقة.
خلاصة:
التغذية التكميلية هي عملية تدريجية يجب أن تكون آمنة، مناسبة لاحتياجات الطفل العمرية، وتوفر له التغذية اللازمة للنمو السليم. إن توفير مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية جنبًا إلى جنب مع الرضاعة الطبيعية أو الحليب الاصطناعي يساعد الطفل في التأقلم مع الطعم الجديد ويعزز نموه العقلي والجسدي.
يمكنك متابعتنا على تيك توك لمزيد من المعلومات المرئية، كما يمكنك ايضا متابعتنا على جميع وسائل التواصل الإجتماعي.